بعدما أكدت الساعات الماضية صمود وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، يبقى السؤال الرئيسي هو ما إذا كانت الهدنة ستصمد أم لا؟ وفي إشارة إلى صعوبة الوضع مستقبلاً، استغرق الأمر ساعات حتى أقرت إسرائيل وإيران بقبولهما وقف إطلاق النار، وسبقه تصعيد في القصف من الجانبين على مدى بضع ساعات، محاولة من جانب كل طرف لإثبات أنه صاحب الطلقة الأخيرة.

وأعلن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان ، ظهر أمس، أن إسرائيل «امتنعت» عن توجيه مزيد من الضربات لإيران أمس، في أعقاب مباحثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وذكر البيان أن إيران خرقت اتفاق وقف إطلاق النار عبر إطلاق صاروخين، لكن «عقب اتصال بين الرئيس ترامب ورئيس الوزراء نتانياهو، امتنعت إسرائيل عن توجيه ضربات إضافية»، مشيراً إلى أن إسرائيل دمرت منشأة رادار قرب طهران رداً على إطلاق الصواريخ، كما نقلت وكالة فرانس برس.

وأقر مكتب نتانياهو بأن إسرائيل قصفت موقع الرادار، فيما وصفه بأنه رد على إطلاق صواريخ إيرانية أطلقت بعد ثلاث ساعات ونصف الساعة من الموعد المقرر لبدء وقف إطلاق النار.

وأضاف أن إسرائيل قررت عدم شن مزيد من الهجمات عقب اتصال هاتفي بين نتانياهو وترامب.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قال في وقت سابق أمس، إنه أصدر توجيهات للجيش بشن ضربات جديدة على أهداف في طهران رداً على صواريخ إيرانية أطلقت بعد سريان وقف النار.

وأدى قصف في محافظة غيلان الشمالية في إيران إلى سقوط تسعة قتلى وتدمير أربعة مبانٍ سكنية، وفق وكالة أنباء «فارس»، قبل الإعلان عن وقف النار.

وقضى عالم على صلة بالبرنامج النووي الإيراني في ضربة إسرائيلية، بحسب الإعلام الرسمي.

كما ذكرت وكالة أنباء «فارس» نقلاً عن بيان للحرس الثوري أن ضربة إسرائيلية وقعت في اليوم السابق أدت إلى مقتل «قائد جهاز قوات حماية المعلومات (المخابرات) في قوات الباسيج» المرتبطة بالحرس.

ست موجات

وفي الساعات التي سبقت دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، استهدفت ست موجات من الصواريخ الإيرانية إسرائيل.

وقال الحرس الثوري في بيان قبيل بدء سريان وقف إطلاق النار بلحظات، إنه ضرب مراكز عسكرية ولوجستية في إسرائيل.

ودوّت صفارات الإنذار في إسرائيل، ثم أفاد جهاز الإسعاف الإسرائيلي عن سقوط خمسة قتلى غالبيتهم في بئر السبع في الجنوب، حيث دُمّر مبنى سكني من سبع طبقات.

وعلى الرغم من التقارير الأولية عن الانتهاكات، ساد شعور ملموس بالارتياح في كلا الجانبين بعد الإعلان عن مسار لوقف الحرب.

وقال رضا شريفي (38 عاماً)، الذي كان عائداً إلى طهران من منطقة رشت الواقعة على بحر قزوين، حيث انتقل مع عائلته هرباً من الهجمات على العاصمة، «نحن سعداء.. سعداء للغاية. من توسط أو كيف حدث ذلك لا يهم. انتهت الحرب. ما كان ينبغي أن تبدأ من الأساس».

وقال مهندس البرمجيات أريك دايمانت في تل أبيب «للأسف، الوقت تأخر بالنسبة لي ولعائلتي، لأن منزلنا هنا دمر بالكامل في قصف يوم الأحد.

ولكن كما يقال.. أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً.. وآمل أن يكون وقف إطلاق النار بداية جديدة».