تمنح المحادثات المباشرة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، الرئيس الروسي فرصة لطرح شروطه للسلام، وعلى رأسها تسليم أوكرانيا مساحات واسعة من أراضيها، وبالتالي ستكون خريطة سيطرة القوات الروسية على طاولة التفاوض في ألاسكا حيث سيقترح ترامب إعادة بعض الأراضي لأوكرانيا.
خلال مراحل التفاوض والمحادثات السابقة، تمسك بوتين بمطلبه في ضم الجنوب والشرق الأوكراني، وهما منطقتان لم ينجح الجيش الروسي في السيطرة عليهما بالكامل. وقد قال ترامب إنه سيسعى للتفاوض على صفقة تُعيد بعض الأراضي التي تسيطر عليها روسيا إلى أوكرانيا، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.
خلال الحرب، أعلن الكرملين ضمّ خمس مناطق أوكرانية إلى روسيا: دونيتسك، لوهانسك، زابوريجيا، خيرسون، والقرم. ومن بين هذه المناطق، تسيطر روسيا بالكامل على القرم، وعلى معظم لوهانسك، إضافة إلى أجزاء كبيرة من المناطق الثلاث الأخرى.
في عام 2022، أعلن بوتين ضمّ أربع مناطق أوكرانية جديدة إلى روسيا، بينما كانت موسكو قد استولت على القرم منذ عام 2014. وقد استعادت أوكرانيا مدينة خيرسون، عاصمة الإقليم، في أواخر 2022، فيما لم تقترب روسيا يوماً من السيطرة على مدينة زابوريجيا.
يُعدّ إقليم دونيتسك في الشرق هدفاً رئيسيا للقوات الروسية، لكنها تكافح منذ أكثر من عام للسيطرة على عدة مدن أساسية فيه. فقد اخترقت المشاة الروسية خط الدفاع الأول الأوكراني قرب مدينة دوبروبيليا في الأيام الأخيرة، غير أن القوات الأوكرانية تشنّ هجوماً مضاداً. كما تحاصر القوات الروسية مدينتي كوستيانتينيفكا وبوكروفسك، من دون أن تتمكن من اقتحامهما حتى الآن.
أما إقليما خيرسون وزابوريجيا، فهما تحت سيطرة جزئية روسية. وتكمن أهميتهما بالنسبة لموسكو في كونهما يشكلان ما يُعرف بـ «الجسر البري» الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم المحتلة. وتسعى أوكرانيا إلى إعادة فتح موانئ خيرسون وميكولايف لتصدير السلع، وعلى رأسها المنتجات الزراعية مثل الحبوب، لكن الموانئ ما تزال مغلقة بسبب تمركز القوات الروسية على الضفاف المقابلة لممرات الشحن المؤدية إلى البحر الأسود.
