تعيد القمة التي تعقد اليوم بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، في قاعدة إلمندورف - ريتشاردسون، الكوابيس إلى أوروبا وأوكرانيا بشأن مضمون ما سيتم الاتفاق عليه، وما إذا كان سيشكل تخلياً أمريكياً عن دعم أوكرانيا بعد فشل المحاولة الأمريكية الأولى التي تخللها مشادة عاصفة في البيت الأبيض مع الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلنسكي قبل أشهر.

وما يزيد من القلق الأوروبي أن بوتين يعرض على ترامب "هدية ثمينة" في ألاسكا، وهو اتفاق نووي محتمل يلبي طموح ترامب: اتفاقية جديدة لوضع قيود على الأسلحة النووية لتحل محل الاتفاقية الوحيدة المتبقية والتي من المقرر أن ينتهي أجلها في فبراير من العام المقبل.

فرص النجاح 

فرص نجاح القمة بالنسبة لترامب عالية تصل إلى 75 %، وهو الرئيس الذي يفضل إطلاق النسب المئوية على معادلات غير رياضية ولا تحتمل الأرقام. إذا وافق بوتين، يقول ترامب إنه سيدعو الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى المحادثات لإجراء محادثات معمقة حول اتفاقية سلام طويلة الأمد تتضمن تنازلات إقليمية، وضمانات أمنية لأوكرانيا، ومبيعات أسلحة أمريكية إلى كييف.

في حال رفض بوتين، يهدد ترامب موسكو "بعواقب وخيمة للغاية"، قد تشمل فرض عقوبات على كبار مشتري النفط الروسي، مثل الصين. وقد تقرر الولايات المتحدة أيضا الانسحاب من عملية السلام تماما، تاركة موسكو وكييف لمواصلة الصراع.

تنازلات وحوافز 

وعبرت أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون عن ارتياحهم لاتصال هاتفي أجروه يوم الأربعاء وذكروا فيه أن ترامب وافق على ضرورة إشراك أوكرانيا في أي محادثات بشأن التنازل عن أراض. وقال زيلينسكي إن ترامب أيد أيضا فكرة الضمانات الأمنية في تسوية ما بعد الحرب، على الرغم من أن الرئيس الأمريكي لم يشر إليها علنا.

وصرح بوتين وكبار مساعديه بأنهم يعتزمون مناقشة قضايا التجارة والحد من التسلح، مما يمنح ترامب حافزا إضافيا لعدم السماح لأوكرانيا بالتدخل في العلاقات الأمريكية الروسية الأوسع.

في حين دعا ترامب روسيا إلى وقف قصف المدن الأوكرانية وإنهاء تباطؤها في محادثات السلام، تسعى موسكو إلى فصل مسألة اتفاق السلام في أوكرانيا عن احتمال إبرام صفقات اقتصادية مع الولايات المتحدة.

في ختام القمة من المقرر أن يعقد ترامب وبوتين مؤتمرا صحفيا مشتركا في ختام القمة، لكن ترامب ترك علامة على الفشل، فقد صرّح بأنه سيتحدث إلى الصحافة منفردًا إذا فشلت الدبلوماسية، وقد لا يُطلع الحلفاء على المستجدات. وقال لإذاعة فوكس نيوز: "سنتصل بالرئيس زيلينسكي إذا كان الاجتماع جيدًا. أما إذا كان سيئا، فلن أتصل بأحد. سأعود إلى المنزل".