تحول اللقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في البيت الأبيض، إلى منصة لنتانياهو لتبرير رفضه قيام دولة فلسطينية، وكان لافتاً خلال اللقاء الذي تحدث فيه نتانياهو بإسهاب عما أسماه "خطوة الدولة الفلسطينية"، أن ترامب لم يجب عن سؤال وجه له، وهو هل ما زال حل الدولتين ممكناً، أجاب "لا أعلم" ثم أحال السؤال إلى نتناياهو ليجيب عنه، ليتحدث الأخير مطولاً عن أسباب رفضه قيام دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة!

في تفاصيل اللقاء بالبيت الأبيض، قال نتانياهو إنه يريد السلام مع الفلسطينيين، لكنه وصف أي دولة مستقلة لهم في المستقبل ستكون منصة لتدمير إسرائيل، مناديا بضرورة بقاء السلطة السيادية الأمنية بيد إسرائيل لهذا السبب.

أما ترامب، فعندما سأله الصحفيون عما إذا كان حل الدولتين ممكنا فقال "لا أعرف"، وأحال السؤال إلى نتانياهو. ورد نتانياهو بالقول "أعتقد أن الفلسطينيين يجب أن يحصلوا على جميع الصلاحيات لحكم أنفسهم، ولكن ليس على أي صلاحيات من شأنها تهديدنا. وهذا يعني أن السلطة السيادية، مثل الأمن الشامل، ستبقى دائما في أيدينا".

وأضاف لاحقا "بعد السابع من أكتوبر، قال الناس إن الفلسطينيين لديهم دولة، دولة حماس في غزة، وانظروا ماذا فعلوا بها. لم يقوموا ببنائها. لقد بنوها في المخابئ.." ثم تحدث عن "مجازر مروعة لم نشهد مثلها منذ الحرب العالمية الثانية والنازيين، المحرقة". وأضاف مبرراً: "لذلك من غير المرجح أن يقول الناس ‭'‬دعونا نعطهم دولة أخرى‭'‬ ستكون منصة لتدمير إسرائيل".

ودعا وزراء في حزب ليكود الذي يتزعمه نتنياهو الأسبوع الماضي إسرائيل إلى ضم الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل قبل عطلة الكنيست في نهاية يوليو.

وخلال لقائه نتانياهو، أعرب ترامب عن ثقته في أنّ حماس تريد التوصّل إلى وقف لإطلاق النار مع إسرائيل. وردّا على سؤال عمّا إذا كانت المعارك الدائرة في القطاع بين إسرائيل والحركة الفلسطينية ستؤدّي إلى تعطيل المحادثات الجارية بين الطرفين للتوصّل إلى هدنة، قال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض "إنّهم (حماس) يريدون اجتماعا ويريدون وقف إطلاق النار هذا".

وردّا على سؤال بشأن السبب الذي حال حتى الآن دون إبرام هذه الهدنة، قال الرئيس الأميركي "لا أعتقد أنّ هناك عائقا. أعتقد أنّ الأمور تسير على ما يرام".

وكانت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية كارولاين ليفيت استبقت اللقاء بين ترامب ونتانياهو بالقول إنّ "الأولوية القصوى في الشرق الأوسط للرئيس هي إنهاء الحرب في غزة وضمان عودة جميع الرهائن". وأضافت أنّ المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف سيسافر إلى الدوحة في وقت لاحق من هذا الأسبوع.

ويأتي الاجتماع بين ترامب ونتانياهو في الوقت الذي عقدت فيه إسرائيل وحماس في الدوحة يوما ثانيا من المحادثات غير المباشرة الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وتقول وزارة الصحة في غزة إن الهجوم الإسرائيلي اللاحق على القطاع الفلسطيني أودى بحياة أكثر من 57 ألف فلسطيني. ونزح معظم سكان غزة بسبب الحرب.

واستضاف ترامب نتنياهو على مأدبة عشاء في البيت الأبيض أمس الاثنين، بينما يجرى مسؤولون إسرائيليون مفاوضات غير مباشرة مع حماس في قطر بهدف التوصل إلى اتفاق بوساطة أمريكية لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن.