أكد طارق هنيدي، نائب رئيس عمليات فيديكس لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، أن قطاع التجارة الإلكترونية في دولة الإمارات يشهد نمواً سريعاً، حيث تشير التوقعات إلى أن سوق التجارة الإلكترونية في الإمارات سيتضاعف تقريباً من حيث القيمة إلى 48.8 مليار درهم بحلول عام 2028، وقال في حواره مع «البيان» إن مركز فيديكس في دبي ورلد سنتر قادر على التعامل مع 9000 طرد في الساعة الواحدة، ويمكننا من توسيع نطاق انتشارنا لتزويد الشركات والعملاء بإمكانية الوصول بشكل أسرع إلى المزيد من الدول حول العالم وتالياً نص الحوار:

كيف يدعم مركز فيديكس في دبي ورلد سنترال العمليات الإقليمية؟ وما أثره في تعزيزها؟

تم بناء مركز فيديكس في دبي ورلد سنترال كمنشأة فرز أساسية على مساحة قدرها 57.000 متر مربع، ما يتيح لنا تجهيز الطرود بشكل أسرع. وتم تجهيزه بأنظمة فرز آلية متقدمة قادرة على التعامل مع ما يصل إلى 9000 طرد في الساعة، إضافة إلى وجود مساحات تخزين باردة يتم التحكم بدرجة حرارتها.

ويساعدنا هذا المركز في التعامل مع كميات كبيرة من البضائع، كما يضمن الكفاءة التشغيلية، وأوقات استجابة أسرع، إلى جانب تعزيز قدراتنا على تلبية متطلبات الخدمات اللوجستية المتزايدة الناجمة عن استمرار نمو الأنشطة التجارية وعمليات التجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية وأفريقيا وخارجها.

ويوفر لنا هذا المركز أيضاً فرصة لنمو الرحلات الجوية المستقبلية عبر دبي، الأمر الذي يمكننا من توسيع نطاق انتشارنا لتزويد الشركات والعملاء بإمكانية الوصول بشكل أسرع إلى المزيد من الدول حول العالم.

لماذا تعد دبي وجهة جذابة للشركات؟

تعد دولة الإمارات قوة متنامية في الاقتصاد العالمي، إلى جانب كونها واحدة من أهم اللاعبين الرئيسيين في المنظومة التجارية لدول مجلس التعاون الخليجي. ونظراً لموقعها الاستراتيجي على بعد ثماني ساعات طيران من ثلثي سكان العالم، فإنها تعد بوابة حيوية للتجارة الدولية.

وفيما يتعلق بدبي فقد شهدت نمواً في تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة إليها والتي تجاوزت 10.7 مليارات دولار (39.26 مليار درهم) في عام 2023، لتحتل المرتبة الأولى عالمياً في جذب مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة للعام الثالث على التوالي.

وفي هذا السياق، لا بد من الإشارة إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تتمتع ببيئة مثالية لممارسة الأعمال، وذلك بسبب سياساتها التجارية والاستثمارية المفتوحة، وبيئة الاقتصاد الكلي القوية، والقدرة على الوصول إلى الأسواق الإقليمية والعالمية الكبيرة.

وتشكّل بنيتها التحتية العالمية، ومنها على سبيل المثال مطار دبي ورلد سنترال ومطار دبي الدولي، العمود الفقري لحركة التجارة الإقليمية والعالمية. وعلاوة على ذلك، تعمل ريادة دبي في تبني التقنيات المتقدمة، بدعم من السياسات الحكيمة، مثل استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031، على تعزيز وجود منظومة تكنولوجية مزدهرة للابتكار والتحول الرقمي. إن هذا مجرد جانب من الأسباب التي دفعت فيديكس إلى اختيار دبي كبوابة إقليمية لها في عام 1989.

ما هي توقعاتكم بالنسبة إلى نمو التجارة الإلكترونية في الإمارات؟ وكيف تدعم الخدمات اللوجستية هذا النمو؟

يشهد قطاع التجارة الإلكترونية في دولة الإمارات نمواً سريعاً، ويعزى ذلك إلى النسبة العالية للشريحة السكانية من الشباب المطلعين على التكنولوجيا، فضلاً عن ارتفاع معدل انتشار الهواتف الذكية.

وفي ظل تزايد اعتماد المستهلكين إلى التسوق عبر الإنترنت الذي يضمن لهم الراحة والتنوع، تشير التقديرات الصادرة عن منطقة التجارة الإلكترونية «إي. زي. دبي»، إلى أن سوق التجارة الإلكترونية في الإمارات سيتضاعف تقريباً من حيث القيمة، من 7.5 مليارات دولار (27.5 مليار درهم) في عام 2023، ليصل إلى 13 مليار دولار (48.8 مليار درهم) بحلول عام 2028. ويعكس هذا النمو الاتجاهات العالمية، حيث تتوقع «ديلويت» أن تصل إيرادات سوق التجارة الإلكترونية العالمي إلى 6.35 تريليونات دولار (23 تريليون درهم) بحلول 2027.

كيف تمكّنت فيديكس من مواصلة النمو في المنطقة خلال السنوات الماضية؟ وما هو التأثير الذي أحدثته إقليمياً، خاصة في الإمارات؟

تتمتع منطقة الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية وأفريقيا بموقع استراتيجي، لا سيما وأنها تقع على مفترق طرق التجارة العالمية، الأمر الذي يجعلها مركزاً لوجستياً حيوياً، وبالتالي ضمان سهولة حركة التجارة العالمية، كما أنها تمثل سوقاً استراتيجياً لنا.

ومن منطلق إدراكنا للأهمية الاقتصادية المتنامية للمنطقة، عملت فيديكس باستمرار على توسيع شبكتها، والشروع بتأسيس استثمارات استراتيجية واسعة النطاق، بهدف تمكين الشركات، وتعزيز التجارة عبر الحدود.

وفي السنة المالية 2024 (وتحديداً في الفترة من يونيو 2023 – مايو 2024)، أسهمت هذه الجهود بأكثر من 85 مليار دولار من التأثير المباشر على الاقتصاد العالمي، وما يقرب من 280 مليون دولار بشكل غير مباشر على الاقتصاد الكلي للمنطقة.

من بين أحد أهم إنجازات النمو، استثمارنا طويل الأجل الأخير بقيمة 350 مليون دولار (1.3 مليار درهم) تقريباً في الاقتصاد الوطني للدولة، من خلال البنية التحتية والتقدم التكنولوجي في مركزنا المتطور في مطار دبي ورلد سنترال. ويعمل هذا المرفق اليوم كمركز مهم في منطقة الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية وأفريقيا، مع تشغيلنا 69 رحلة أسبوعية تربط الإمارات من أو إلى المطارات في الولايات المتحدة وبلجيكا وفرنسا والهند وهونغ كونغ وإيطاليا وجنوب أفريقيا وكينيا والصين وسنغافورة.