واصل قطاع الطيران المدني في الإمارات زخمه القوي خلال 2025، محققاً أداءً استثنائياً للناقلات الوطنية ونشاطاً ملحوظاً في حركة المسافرين بمطارات الدولة، الأمر الذي أسهم في تعزيز قوة القطاع ومكانة الإمارات محوراً رئيسياً للطيران على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وحقق قطاع الطيران الإماراتي بفضل تطوراته المستمرة إنجازات نوعية، وبنهاية العام، من المتوقع أن تستقبل مطارات الدولة نحو 159 مليون مسافر، بدعم من توسع شبكة الناقلات الوطنية، ووفقاً لبيانات رسمية، سجلت مطارات أبوظبي، ومطار دبي الدولي، ومطار الشارقة الدولي، نحو 108.59 ملايين مسافر حتى نهاية سبتمبر الماضي.

يمثل قطاع الطيران المدني أحد الركائز الأساسية للنمو الاقتصادي المستقبلي لدولة الإمارات، حيث يسهم بشكل مباشر وغير مباشر بحوالي 18 % من الناتج المحلي، ويعزز سمعة وتنافسية الاقتصاد الوطني عبر شركات الطيران الوطنية، والمطارات ومرافق الشحن، وسلاسل القيمة المرتبطة باللوجستيات والسياحة والخدمات، ويتوقع أن يواصل القطاع نموه مدعوماً بالاستثمار في أحدث التقنيات والمجالات المستقبلية مثل النقل الجوي المتقدم، الطائرات الكهربائية والهجينة، وأنظمة الاستدامة.

وفتحت الإمارات أجواءها عبر 189 اتفاقية خدمات جوية، أكثر من 80 % منها محررة بالكامل، وذلك إيماناً منها بأن الانفتاح الجوي أساس الازدهار المشترك. وفي مجال الاستدامة، اتخذت الدولة خطوات متقدمة من خلال وضع خريطة طريق لإنتاج الوقود المستدام للطائرات، وتطوير مبادرات عدة، بما في ذلك إطلاق منصة رقمية لتطبيق خطة التعويض عن الكربون وخفضه في مجال الطيران الدولي (كورسيا) في الدولة، وكذلك تنظيم السوق العالمي للطيران المستدام.

وحققت الإمارات إنجازاً جديداً على الساحة الدولية بعد فوزها للمرة السابعة على التوالي بعضوية مجلس منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو)، وذلك خلال الانتخابات التي جرت على هامش الدورة الثانية والأربعين للجمعية العمومية للمنظمة، المنعقدة في مونتريال بكندا خلال الفترة من 23 سبتمبر إلى 3 أكتوبر 2025. وأثمرت جهود دولة الإمارات في قطاع الطيران المدني الدولي بالتأكيد مجدداً على الدور الرائد والمكانة المرموقة والثقة التي تتمتع بها على المستوى الدولي، حيث حصلت الدولة على أغلبية أصوات الدول في الانتخابات والبالغ عددهم 193 دولة.

مطارات

وواصلت مطارات الإمارات إنجازاتها الاستثنائية بتحقيق مستويات أداء قياسية منذ بداية العام الجاري، مرسخة دورها المحوري في دفع عجلة النمو الاقتصادي للدولة وتعزيز مكانتها وجهة سياحية عالمية. وأشارت الأرقام والبيانات الإحصائية الصادرة حديثاً إلى أن مطارات الدولة باتت تتربع على قائمة الأكبر عالمياً في استقطاب المسافرين وحجم الشحن الجوي، فضلاً عن تجربتها الرائدة في التطور والريادة والابتكار التي باتت نموذجاً يحتذى به.

ووفقاً لبيانات رسمية، سجلت مطارات أبوظبي، ومطار دبي الدولي، ومطار الشارقة الدولي، نحو 108.59 ملايين مسافر حتى نهاية سبتمبر الماضي، فيما تشير التوقعات إلى وصول حركة المسافرين في مطارات الدولة إلى قرابة 159 مليون مسافر مع نهاية العام الجاري.

وفي عام 2025، دخلت خطط التوسع في المطارات مرحلة غير مسبوقة، خصوصاً مع الدفع الكبير نحو تطوير مطار آل مكتوم ليصبح أحد أكبر المطارات في العالم من حيث السعة والقدرة التشغيلية، إلى جانب الارتقاء المتواصل بمنشآت مطار الشيخ زايد الدولي في أبوظبي الذي رسخ مكانته أحدث المطارات عالمياً من حيث التصميم والتقنيات.

وتضمنت الخطط التوسعية إدماج تقنيات متقدمة في إدارة الحركة الجوية، وحلول الذكاء الاصطناعي في التشغيل، وأنظمة التفتيش الذكية، ما عزز كفاءة المنظومة وقدرتها على استيعاب المزيد من الرحلات والركاب. وجاء هذا التوجه ليؤكد مكانة الإمارات محوراً رئيسياً في شبكات النقل الجوي العالمية، في وقت تسعى فيه مطارات دولية كبرى لمواكبة هذا المستوى من التطور.

الناقلات الوطنية

وشهد عام 2025 أداءً استثنائياً لشركات الطيران الإماراتية، ليصبح القطاع أكثر قوة ومرونة، مع توسع غير مسبوق في شبكات الرحلات وتحقيق أرباح قياسية دفعت الدولة إلى مقدمة المنافسة العالمية. وسجلت مجموعة طيران الإمارات أرباحاً قياسية بلغت 22.7 مليار درهم (6.2 مليارات دولار)، ما جعلها أكثر مجموعة طيران ربحية عالمياً خلال دورة 2024 - 2025. هذا الأداء جاء نتيجة توسع استراتيجي مدروس، وبناء شبكة عالمية واسعة، وإدارة تشغيلية دقيقة تعتمد على أحدث التقنيات.

وفي معرض دبي للطيران 2025، أعلنت الشركة عن صفقة تاريخية لشراء 65 طائرة Boeing 777 9 و8 طائرات Airbus A350 900، بقيمة إجمالية تصل إلى 41.4 مليار دولار، ليرتفع بذلك إجمالي طلبياتها من الطائرات العريضة البدن إلى 375 طائرة مع جدول تسليمات حتى عام 2038. إلى جانب ذلك، واصلت تحديث أسطولها عبر إعادة تجهيز 111 طائرة وتركيب خدمة الإنترنت الفضائي Starlink على 232 طائرة، ما يعزز تجربة المسافر ويضعها في مقدمة شركات الطيران التكنولوجية عالمياً.

وواصلت فلاي دبي نموها المتسارع ووسعت شبكتها لتغطي أكثر 135 وجهة في 57 دولة، محققة جوائز عدة أبرزها شركة الطيران العام وجائزة الريادة لإطلاق خدمة جديدة في حفل توزيع جوائز إنجاز الطيران السنوي 2025.

وخلال معرض دبي للطيران 2025، وقعت الناقلة مذكرة تفاهم مع إيرباص لشراء 150 طائرة من طراز A321neo، في صفقة تاريخية تقدر قيمتها بحوالي 24 مليار دولار، ما يمثل تحولاً استراتيجياً في أسطول الشركة ويمنحها قدرة أكبر على تغطية الوجهات المتوسطة والطويلة المدى بكفاءة أعلى. ووقعت الشركة كذلك مذكرة تفاهم مع شركة «بوينغ» للطائرات التجارية لشراء 75 طائرة من طراز «بوينغ 737 ماكس» بقيمة 13 مليار دولار (47.75 مليار درهم) في خطوة تعكس جهود الناقلة في تحقيق رؤية دبي لنمو قطاع الطيران في السنوات المقبلة.

ولم تغب عن المشهد الاتحاد للطيران، التي واصلت تعزيز مكانتها الإقليمية والدولية، وأضافت وجهات جديدة في آسيا وأفريقيا وأوروبا، مع تحديث أسطولها ليشمل أحدث الطائرات العريضة والمناسبة للرحلات الطويلة. وفي إطار معرض دبي للطيران 2025، أعلنت الاتحاد للطيران اليوم عن توسعة كبيرة في أسطولها من الطائرات عريضة البدن مع إضافة 32 طائرة إيرباص جديدة، ما يسرع نمو الشركة ويعزز مكانتها واحدة من أسرع شركات الطيران نمواً في العالم.

ونجحت العربية للطيران في توسيع نطاق عملياتها لتشمل المزيد من الوجهات الإقليمية والدولية، مستفيدة من استراتيجية مرنة في إدارة الرحلات منخفضة التكلفة، مع تحسين مستوى الخدمات التشغيلية والمرافق الأرضية، ما جعلها لاعباً أساسياً في تعزيز الربط الجوي بين الإمارات والدول المجاورة، ومساهمة فعالة في نمو الحركة الجوية الداخلية والخارجية على حد سواء.

الطيران الخاص

نجحت الإمارات خلال عام 2025 في قيادة قاطرة قطاع الطيران الخاص وطيران رجال الأعمال في المنطقة. وتوقع مشروع محمد بن راشد للطيران في منطقة «دبي الجنوب» أن يصل عدد رحلات الطيران الخاص، خلال ديسمبر 2025، إلى نحو 3000 رحلة، بنمو يقدر بنحو 15 % مقارنة بديسمبر 2024، وذلك بالتزامن مع موسم الأعياد ورأس السنة. وتوقع أن يصل عدد رحلات الطيران الخاص إلى 20 ألف رحلة في 2025، ما يجعله العام الأعلى نشاطاً على الإطلاق في تاريخ الطيران الخاص بدبي.

وأعلن مشروع محمد بن راشد للطيران في دبي الجنوب عن إطلاق «بوليفارد الطيران الخاص»، استجابة للطلب المتزايد على الخدمات المرتبطة بقطاع الطيران، وبهدف استقطاب أبرز شركات الطيران العالمية وعلامات التجزئة الفاخرة. ويقع المشروع بجوار مبنى الطيران الخاص الذي يشهد نمواً متسارعاً في حركة الطيران الخاص. ويبلغ طول «البوليفارد» 769 متراً، ويضم 16 مبنى متميزاً بمرافق ومتاجر حديثة وبمساحة تطوير تصل إلى 204.000 متر مربع، ليكون بذلك إضافة نوعية ضمن منظومة الطيران المتكاملة التي يقدمها مشروع محمد بن راشد للطيران. ومن المقرر تسليم المشروع على مراحل بدءاً من عام 2026.

معرض دبي للطيران

وخلال العام الجاري، نجح معرض دبي للطيران 2025 في تأكيد مكانة دبي عاصمة عالمية لصناعة الطيران والفضاء، محققاً حضوراً قياسياً ونجاحاً باهراً على مستوى الصفقات والابتكار. فقد استقطب المعرض أكثر من 248788 زائراً، وشارك فيه 1500 جهة عارضة، من بينها 440 جهة تشارك للمرة الأولى، إلى جانب 120 شركة ناشئة، واحتضنت فعالياته استعراضاً لأكثر من 200 طائرة مدنية وعسكرية وخاصة، إلى جانب أحدث تقنيات الطيران المستدام والذكاء الاصطناعي. وشملت نجاحات المعرض الجانب الاقتصادي، إذ بلغت قيمة الصفقات المعلنة أكثر من 202 مليار دولار، مع صفقات قياسية للشركات الإماراتية.

بهذه الإنجازات، أثبت معرض دبي للطيران 2025 أنه منصة استراتيجية عالمية لتعزيز الاستثمار والابتكار، ودعم الاقتصاد الإماراتي، وتقديم رؤية واضحة لمستقبل صناعة الطيران في المنطقة والعالم.