يعاني شاب بريطاني منذ 21 شهراً من حالة مرضية نادرة حيث لم يتمكن خلال هذه الفترة الطويلة من النوم ولم يجد الأطباء تفسيراً علمياً لهذه الحالة، ولا دواء يساعده حتى على إغلاق عينيه.

رغم أن أوليفر ألفيس الذي يبلغ من العمر الثلاثين ربيعاً يمتلك منزلاً به 4 غرف نوم إلا أنه لا يقدر حتى على أن تغفو عيناه ولو للحظة، ما أصابه بالأرق الشديد.

قصة معاناة

يروي الشاب البريطاني الذي يعمل ميكانيكياً تفاصيل من حياته اليومية فيقول: أنا لستُ فقط لا أنام، بل اختفى نومي تماماً، لا أشعر بالنعاس، لا أغفو، أنا في حالة يقظة دائمة، أيام لا تنتهي تتحول إلى ليالٍ لا تنتهي، وهذا عذابٌ لا يُطاق، عدم النوم ليس مُرهقاً فحسب، بل مُستنزفاً للذهن أيضاً،" وفق صحيفة ديلي ميل.

ويتابع ألفيس سرد معاناته التي لاتوصف: "لقد فقدت كل شيء تقريباً، الشخص الذي كنته يوماً ما قد رحل، كيف يُمكن لشيء طبيعي وضروري كالنوم أن يُسلب مني تماماً؟ كنتُ أتساءل عن نوع الألم الذي قد يدفع المرء إلى الرغبة في الموت، الآن فهمتُ، لا أريد الموت، لكنني لم أعد أستطيع تحمّل هذا الألم، سأبذل كل ما في وسعي لأتمكن من إغلاق عينيّ والنوم".

ويؤكد ألفيس على أن حالته الصحية حيرت الأطباء وليست عندهم إجابة شافية لسبب هذه الحالة النادرة وهو ما يجعل حالته تزداد سوءاً: "لا أحد يعرف كيفية التعامل مع هذا، على الرغم من أن النوم هو أساس الحياة".

حياة أوليفر ألفيس

قرر الأطباء استخدام مهدئ قوي لتنويم ألفيس، لكن حتى ذلك لم يكن كافياً مما زاد من حيرة الأطباء: "لقد قضيت الأشهر الـ21 الماضية في كابوس، وأنا أكافح من أجل البقاء على قيد الحياة في جسد أشعر وكأنه مشتعل، يحترق من الداخل".

ويشير ألفيس إلى أن آلام جسده تزداد يوماً بعد يوم، فهو أشبه بـ"ارتداء درع حديدي" ويقول: "أشعر وكأن عينيّ تذوبان، لا أستطيع المشي في خط مستقيم، بصري ضعيف، لا أستطيع هضم الطعام جيداً، لم أعد أستطيع الاعتماد على أحد، لا شيء يمنحني المتعة أو الترفيه؛ لا مشاهدة فيلم، لا أكل، لا قراءة كتاب، أبقى مستيقظاً ليلاً ونهاراً، لا أرغب حتى في النوم، جسمي لا يرتاح، لا يتعافى، ولا يطهر نفسه، أشعر بوحدة عارمة، لأنني أشعر وكأنني الشخص الوحيد في العالم الذي يعاني هكذا".

ويشير عالم الأعصاب جاي ليشزينر إلى أن الأرق "مرض مميت"، فالكلاب التي تظل مستيقظة تموت حتماً في غضون 17 يوماً، وتموت الفئران في غضون 32 يوماً".

ويوجه ألفيس نداء لكل طبيب أو خبير يسمع بمعاناته ويعرف علاجاً لحالته أن يهب لمساعدته: "إذا كنت باحثًا أو طبيب أعصاب أو أخصائي نوم أو ببساطة شخصاً يعتقد أن هذا قد يكون حقيقياً، من فضلك، من فضلك انشر الكلمة".