رغم ارتباطه الشائع بدعم المناعة، كشفت مراجعات طبية حديثة أن شرب عصير البرتقال خلال الإصابة بنزلة برد قد لا يقدم الفائدة التي يعتقدها كثيرون، بل يمكن أن يؤدي لدى بعض الأشخاص إلى تفاقم الأعراض مثل تهيّج الحلق وزيادة إنتاج المخاط، خاصة لمن يعانون من الارتجاع المعدي المريئي.

ويُعد عصير البرتقال مصدرا غنيا بفيتامين C، إذ يحتوي الكوب الواحد على نحو 125 ملغ من الفيتامين، أي ما يتجاوز الاحتياج اليومي الموصى به، كما يوفر العصير عناصر غذائية مهمة مثل البوتاسيوم والفلافونويدات وحمض الفوليك، وهي عناصر تساهم في دعم جهاز المناعة وتقليل الالتهابات، وفق ما تشير إليه مراجعات علمية عدة، وفقا لما نشره موقع verywellhealth.

وربطت دراسات بين الاستهلاك اليومي لعصير البرتقال وانخفاض مؤشرات الالتهاب في الجسم، ما يعزز دوره الغذائي العام، وإن كان تأثيره المباشر على نزلات البرد لا يزال محدودا.

وفي المقابل، أظهرت تحليلات علمية أن تحسن أعراض البرد يتطلّب جرعات عالية من فيتامين C تصل إلى ألف ملغ يوميا، وهي كمية تفوق ما يوفره كوب عصير البرتقال بنحو ثمانية أضعاف، وبالتالي، فإن الاعتماد على العصير كعلاج أو مسرّع لزوال الأعراض لا يحمل دعما علميا كافيا.

ورغم ذلك، يكشف استطلاع حديث أن أكثر من ثلث المشاركين ما زالوا يتناولون عصير البرتقال كوسيلة لعلاج نزلات البرد، في انعكاس واضح للفكرة الشائعة المتداولة منذ عقود.

ويحذر خبراء التغذية من السكريات المضافة التي تحتويها بعض أنواع العصائر التجارية، مؤكدين أن تناول البرتقال الكامل يبقى خيارا صحيا أكثر لاحتوائه على الألياف التي لا توجد في العصير.

ويوصي المختصون بألّا يتجاوز استهلاك العصائر نصف الحصة اليومية المخصصة للفواكه، مع اختيار العصائر الطبيعية 100% والمبسترة فقط.

وفيما تتفاوت الآراء حول فعالية عصير البرتقال في مقاومة نزلات البرد، يتفق الأطباء على أن الحفاظ على الترطيب الجيد هو العامل الأهم للتخفيف من الأعراض.

وينصحون بتناول مشروبات دافئة مثل مرق الحساء، وشاي الأعشاب مع العسل، التي تساعد على تهدئة الحلق وتخفيف الاحتقان.

كما يُنصح بإضافة مصادر طبيعية أخرى لفيتامين C مثل الكيوي، الفلفل الرومي، الفراولة، البروكلي، والطماطم لدعم المناعة خلال فترة المرض.

وبذلك، يبدو أن شعبية عصير البرتقال في مواسم البرد ترتكز على اعتقاد راسخ أكثر من كونها حقيقة طبية، بينما تؤكد الدراسات أن دوره يبقى مساندا غذائيا لا أكثر، وأن علاجه السحري لنزلات البرد لا يزال خارج إطار الأدلة العلمية المؤكدة.