يقيم مؤسس "أمازون" جيف بيزوس ومقدمة البرامج التلفزيونية السابقة لورين سانشيز حفلة زفافهما الجمعة في البندقية، وقدّرت الحكومة الإيطالية الإيرادات المتوقعة من هذا الحدث الفخم بنحو 957 مليون يورو على الأقل.
وقدرت وزارة السياحة الإيطالية الجمعة النفقات المباشرة لجيف بيزوس وزوجته المستقبلية بمبلغ 28.4 مليون يورو لهذه الحفلة التي استحوذت على اهتمام وسائل الإعلام الإيطالية.
وأفادت الوزارة بأنها تتوقع أن تولّد "الضجة الإعلامية" في شأن الحفلة 895 مليون يورو للمدينة.
ويُعرف عن وزيرة السياحة دانييلا سانتانشي دفاعها عن "السياحة الفاخرة" في إيطاليا، واصفة إياها بأنها "ليست عدوا بل حليفا"، على ما رأت أخيراً في مارس المنصرم.
وستكون الحفلة الجمعة تتويجا لأنشطة متواصلة منذ نحو أسبوع، في حين لا تزال الوجهة السياحية الإيطالية منقسمة بشأن تأثير هذا الحدث الضخم في صورة المدينة المزدحمة بالزوار.
تقول كيارا ترابويو، وهي طالبة تبلغ 26 عاماً تقيم في ميستري، الجزء الرئيسي من البندقية إن "هذا الزفاف مقبول إلى حد ما لأنه يدرّ الأموال، لكنه يتعارض مع ثقافة المدينة وطبيعتها".
وقد أنفق الملياردير الأميركي وضيوفه أموالاً طائلة لهذه المناسبة، إن على صعيد اليخوت في البحيرة، أو في فندق "أمان" الفاخر المقام في قصر من عصر النهضة حيث ينزل العروسان، إذ إن غرفه التي يبدأ سعر الليلة الواحدة فيها من 2000 يورو، محجوزة بالكامل.
سياحة مفرطة
وفقا للصحافة الإيطالية، سيتبادل جيف بيزوس (61 عاما) ولورين سانشيز (55 عاما) محابس الزواج في جزيرة سان جورجيو ماجوري المواجهة لحوض بناء السفن السابق في المدينة، قبل حفلة كبيرة السبت.
وكانت ابنة الرئيس الأميركي إيفانكا ترامب، وكيم كارداشيان وشقيقتها كلوي، ونجم كرة القدم الأميركية توم برايدي، ومقدمة البرامج التلفزيونية أوبرا وينفري من بين الضيوف الذين رصدهم مصورو وكالة فرانس برس على قنوات المدينة.
سيتبرع جيف بيزوس الذي يمتلك أسهما في "أمازون" تُقدر قيمتها بنحو 215 مليار دولار، بمبلغ 3 ملايين يورو لجمعية حماية البحيرات وجامعة البندقية الدولية واليونسكو، بحسب رئيس منطقة فينيتو لوكا زايا.
وقال زايا: "آمل أن تتحول الشرارة التي اشتعلت بين بيزوس والبندقية إلى (...) التزام دائم تجاه المدينة".
لطالما دعمت السلطات المحلية اختيار جيف بيزوس لعقد مراسم زفافه في البندقية، رافضة ربط الموضوع بالسياحة المفرطة التي اتُخذت ضدها إجراءات مثل فرض رسوم دخول على الزائرين النهاريين.
ينزل نحو 100 ألف سائح في المدينة خلال موسم الذروة، إضافة إلى عشرات آلاف الزوار الذين يقصدون البندقية في زيارات خاطفة من دون المبيت فيها، في حين أن عدد المقيمين الدائمين آخذ في الانخفاض.
يقول ساموئيل سيلفستري، وهو تاجر من البندقية يبلغ 55 عاما، إن "السياحة المفرطة سببها بالأساس أولئك الذين يأتون ليوم واحد فقط حاملين حقائب الظهر والطعام، ولا يُسهمون إلا بالقليل في المدينة".
ويضيف "ليس أولئك الذين يُحوّلون البندقية إلى نسخة مصغرة من مونتي كارلو"، الحي الشهير في موناكو. "هذا الزفاف يشارك أيضا في صوغ صورة المدينة".
لا تعزيزات أمنية
لكن مجموعة من السكان المحليين تطلق على نفسها اسم "لا مكان لبيزوس" تُنظّم احتجاجات رمزية لمعارضة الاحتفالات. وقد هتف ناشطون الثلاثاء "البندقية ليست للبيع"، مبدين خشية من أن تزيد حفلة الزفاف من تعقيد تنقلات السكان.
صرحت الناشطة في حركة "لا مكان لبيزوس" أليس بازولي (24 عاما) لوكالة فرانس برس "هذا الزفاف يُسبب مشاكل في المدينة: فبالإضافة إلى إغلاق القناة وتشديد الرقابة بشكل متزايد، شُنت حملة قمع ضد أعضاء حركة +إكستنكشن ريبيليين+" للناشطين المناخيين.
وأكد محافظ البندقية داركو بيلوس لوكالة فرانس برس أن "لا نية لإغلاق المدينة"، مضيفا أن الحدث لم يتطلب أي "تعزيزات" من الشرطة مقارنة مع ما يحدث عادة خلال أي موسم صيفي عادي.
