يدرك الكثيرون أساسيات العلاقة الزوجية الصحية؛ كالتواصل الفعّال، والصدق المطلق، والالتزام المستمر، والتضحية، لكن غالباً ما يغيب عنا كيف تبدو تلك الصفات فعلياً في حياتنا اليومية، ما يخرج الحياة الزوجية من إطارها الطبيعي الفطري المليء بالرحمة والمودة، إلى جحيم تلهبه التعاسة، دون إدراك.. في دراسة أمريكية توصل باحثون إلى أربعة أسئلة يمكن أن تحدد عمق العلاقة ومدى سعادتها:
1.tهل تشعر بأنك وزوجك "فريق واحد" أثناء الخلافات؟
الاختلافات جزء طبيعي وضروري في العلاقات، لكن طريقة المواجهة أهم مما يُثار حوله الجدل. فإذا شعرت دائماً بأن أي مشكلة هي معركة "أنا ضد شريكي"، وليس "نحن ضد المشكلة"، فيجب عليك مراجعة الدوافع، حيث تؤكد الأبحاث أن الأزواج الذين يؤمنون بإمكانية حل النزاعات يجدون دائماً الطريق للاستمرار، وليس ذلك وحده كافياً، بل يجب وضع استراتيجية مشتركة واضحة، حتى لا تتحول الخلافات إلى مبارزات عاطفية تزيد الجفاء والضغينة.
2.tهل تستطيع أن تكون "نفسك الحقيقية" مع زوجك؟
العلاقة الصحية تمنحك مساحة للتنفس والظهور بعفوية، للضحك بصوت عالٍ، وتجاوز العيوب والتصرف بحرية. تشير الدراسات إلى أن من يشعر بالأمان عند التعبير عن ذاته الحقيقية يميل إلى سلوكيات أكثر صحة في العلاقة. أما كبت الذات باستمرار فيؤدي إلى فقدان أجزاء ثمينة من هويتك.
3.tهل يبدي أحدكما "الفضول الحقيقي" تجاه عالم الآخر الداخلي؟
في البدايات، يكون الفضول متأججاً؛ نريد أن نعرف كل شيء عن الآخر، لكن مع الوقت يخفت هذا الاندفاع. وقد بيَّنت الأبحاث النفسية، أن الفضول عنصر أساسي في تحقيق الألفة العاطفية، فإذا توقف الشريك عن سؤالك عن أفكارك ومشاعرك وخبراتك، فلن يتعرّف أبداً إلى النسخ المتجددة منك والتي تتشكل يومياً.
4.tهل يتحمل كل منكما "مسؤولية أخطائه" عندما يخطئ؟
الأخطاء ليست بالخطورة ذاتها مقارنة بطريقة التعامل معها، فهل يعترف كل منكما بالخطأ ويسعى لإصلاحه، أم يتهرّب ويلقي اللوم على الآخر؟ تكشف الأبحاث أن أبسط التصرفات؛ كالإقرار بالخطأ، أو الاعتذار الصادق، أو حتى الدعابة، يمكنها أن توقف اندلاع الشجار، في حين يؤدي غياب تحمل المسؤولية، إلى تآكل الثقة بين الطرفين مع الوقت.
في النهاية، تتجلى العلاقة الصحية والناضجة في التقدير والإخلاص والرغبة الصادقة في التحسن المستمر، والتضحية وإظهار المودة والرحمة بينكما، خصوصاً إذا كانت تلك العلاقة الزوجية قد أثمرت أطفالاً.
