يعيش الأطفال هذه الأيام منذ ولادتهم وسط بيئة محاطة بالأجهزة الرقمية، إلى درجة أن كثيراً منهم لا يتخيل العيش من دونها. وتظهر نتائج أبحاث «كاسبرسكي»، أحدث استطلاع قامت به الشركة، أن 47% من الأطفال الذين شملهم الاستطلاع من الإمارات يريدون أن يصبحوا صناع محتوى في المستقبل، وتتجلى جدية نواياهم في أن 59% منهم يطورون بالفعل مدوناتهم الخاصة أو يعملون على محتوى للمستقبل.

ولا ريب أن الشهرة من الأحلام التي تراود الشباب، إذ ذكرها 56% من الأطفال المشمولين بالاستطلاع عندما شرحوا أسباب رغبتهم امتهان صناعة المحتوى، وأفاد 53% من الشباب المشاركين بأنهم يستمتعون حقاً بإنشاء المحتوى المرئي، ولعل مما يثير الفضول أن 35% من المشاركين يعتقدون حقاً أن التدوين وسيلة سهلة لجني المال دون جهد، في حين اختار 27% مهنة التدوين لأنها عصرية.

في المقابل أعرب 19% من الأهالي في الاستطلاع عن الموافقة على امتهان أطفالهم هذه المهنة مستقبلاً، أما 40% منهم فلا يجدونها مهنة مقبولة في هذه المرحلة العمرية، كذلك أشار 24% منهم إلى رفضهم أن تكون صناعة المحتوى مهنتهم المستقبلية، وبشكل عام فإن 78% من الأهالي يدعمون هذا التوجه أو على الأقل لا يرفضونه.

وقال سيف الله جديدي، الرئيس الإقليمي لقنوات المستهلكين في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا لدى «كاسبرسكي» معلقاً على هذه المسألة: «بصرف النظر عن آراء الأهالي في التدوين فإن إنشاء مدونة وإدارتها والترويج لها مهمة شاقة، وهي تستلزم مهارات كثيرة ربما تفيد الطفل في مستقبله المهني لاحقاً، إذ تُعين الشباب على اكتشاف قدراتهم الإبداعية ووسائل التعبير عن أنفسهم.

والتدوين يساعد الأهالي لفهم أطفالهم، فيعزز التقارب الأسري فيما بينهم، ولا شك أن دعم الأهل يشجع الشباب على المبادرة بثقة لبلوغ طموحاتهم، على أن يأخذوا الأمن السيبراني في الاعتبار».