لا تزال دبي، بفعالياتها الثقافية المتنوعة، تعزز علاقة الأجيال بكل ما هو أصيل، وتصنع الروعة من خلال الابتكار القائم على التاريخ العريق، وترسم ملامح التجديد من حيث تغرس أصول التراث.
ولأن الشعر العربي هو أحد وجوه تلك الأصالة؛ أفسحت المبادرات الثقافية في دبي، التي كانت جائزة ندوة الثقافة والعلوم للشعر العربي أحد مظاهرها المشرقة، مساحة لتألقه وإحياء العلاقة الراسخة بينه وبين مبدعيه ومتذوقيه، وذلك إيماناً بقيمته الفكرية الخالدة، وبأنه سيظل فن العرب الأول.
وقال علي عبيد الهاملي، نائب رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، الأمين العام لجائزة ندوة الثقافة والعلوم للشعر العربي، لـ«البيان»، إن الجائزة تستهدف في المقام الأول إعلاء مكانة الشعر العربي، وتكريم الشعراء العرب في كل أنحاء الوطن العربي ومن خارجه أيضاً، مشيراً إلى أن كثيراً من المشاركات التي تلقتها الجائزة خلال نسختها الثانية جاءت من شعراء يعيشون في بلدان غير عربية.
ولفت الهاملي إلى البعد المعنوي لاختيار اسم الشاعر الإماراتي الراحل حمد خليفة أبو شهاب للدورة الثانية، بعدما كان اسم الشاعر الراحل سلطان بن علي العويس عنواناً للموسم السابق، مؤكداً أن أبو شهاب يمثل قامة كبيرة في الشعر الإماراتي خصوصاً، والعربي عموماً، وأن قيمته الفكرية تتجاوز ذلك إلى الأدب والتاريخ والثقافة، وأن شخصيته تستحق هذا التكريم وأكثر لدوره الثقافي البارز.
مراحل متقدمة
وأكد الشاعر الأردني محمد العياف العموش، الفائز عن فئة القصيدة العمودية، أن الفوز بجائزة ندوة الثقافة والعلوم للشعر العربي يشكل حلماً لمعظم شعراء الوطن العربي، منوهاً بأن نيل هذا التكريم هو بمنزلة إثبات أن الشاعر نجح في الوصول إلى مراحل متقدمة من الموهبة الإبداعية، وامتلك درجة عالية من المقدرة الشعرية.
وقال العموش: «إن هذه الجائزة العربية الكبيرة تتميز بالرقي والأهمية الكبرى؛ لما تشتمل عليه من لجان تحكيم ذات ثقل ثقافي، وتتضمنه من شخصيات تتسم بالنزاهة والموضوعية»، معرباً عن سعادته البالغة بإحراز الفوز، وتقدم نصه الشعري الذي بعنوان «ترنيمة أخرى لوجه الحياة» على بقية النصوص.
أعمال جليلة
وقال الشاعر السعودي محمد عبدالله سليمان التركي، الفائز عن فئة قصيدة النثر: «حين تقدمت للمنافسة في المسابقة بحثت عن معلومات حول ندوة الثقافة والعلوم، فوجدت أعمالاً جليلة ربطت بين الفنون والعلوم والثقافة والأدب بتجلياتها كافة»، موضحاً أن هذا التكامل يشجع الأديب على أن يرتبط اسمه بهذه المؤسسة الثقافية العريقة من خلال جائزتها للشعر العربي.
ونوه التركي بالجهود الحثيثة المخلصة التي يبذلها القائمون على ندوة الثقافة والعلوم في سبيل هدف إنساني سامٍ، مؤكداً أن فوز نصه «تعليمات الحصول على بيت شاعر» بجائزة ندوة الثقافة والعلوم للشعر العربي في دورتها الثانية يمثل بالنسبة إليه الكثير، وأن تعلق نجاحه بتاريخ هذا الصرح الثقافي الكبير يعد فوزاً بحد ذاته.
