جهود وإبداعات فارس العرب تعزز الحوار الحضاري العالمي وتؤكد أهمية الأدب والمعرفة في مسارات التنمية والتقدم
أصداء إعلامية واسعة، محلية وعالمية، أحدثها اختيار منتدى طريق الحرير العالمي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «الشخصية الأدبية الملهمة لشعراء طريق الحرير»، وتفاعل إيجابي واضح من شعراء بارزين مع الحدث الإبداعي الكبير، الذي احتضنته دبي مؤخراً، وعززت من خلاله الحوار الحضاري بين الثقافات، ورسَّخت مفهوم الانفتاح.
وأكد عدد من الشعراء الفائزين بجوائز النسخة الخامسة من مهرجان طريق الحرير الدولي للشعر، التابع لمنتدى طريق الحرير العالمي، لـ«البيان»، أن اختيار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، «الشخصية الأدبية الملهمة لشعراء طريق الحرير»، تكريم للكلمة ووجدان الأمة، وللقصيدة التي تسكن في نبض الإمارات.
وفي السياق، قال الشاعر عادل خزام، رئيس الدورة الخامسة لمهرجان طريق الحرير الدولي للشعر: «إن اختيار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بصفته الشخصية الأدبية الملهمة لشعراء طريق الحرير هو تشريف لكل المشاركين في المهرجان، معرباً عن أمله بإنجاز المزيد من التعاون مع شعراء العالم في المستقبل».
دعم الحركة الشعرية.وقالت الشاعرة شيخة المطيري، الفائزة بجائزة الجمل الفضي خلال الدورة الخامسة لمهرجان طريق الحرير الدولي للشعر: «اختيار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الشخصية الأدبية الملهمة، ليس غريباً»، موضحةً أهمية قراءة الأبعاد الإنسانية الجميلة التي يحملها مفهوم الإلهام الذي تجاوز به سموه كتابة الشعر إلى احتواء الشعراء بجهوده الجبَّارة في دعم الحركة الشعرية وإصداراتها.
وأشارت إلى الدور الحيوي الذي نهضت به مسابقة «قصيدة اللغز» التي أبدعها سموه وحرَّك من خلالها الساحة الشعرية على مستوى دولة الإمارات والوطن العربي، إضافةً إلى المبادرات العديدة التي تشهدها دبي في السياق ذاته، مبينةً أن الاحتفاء بشخصية سموه هو احتفاء بحالة ملهمة في الشعر العربي والإنساني أسهمت في إيصال الصوت الشعري النقي إلى العالم بأسره.
وأوضحت أن المشاركة في مناسبات شعرية عالمية تؤكد الحضور الشعري على مستوى العالم لا على مستوى الدولة فحسب، مؤكدةً أن حضور المهرجان والمشاركة فيه والفوز بالجائزة تمثل لها مرحلة جديدة في حياتها، تلتقي فيها بشخصيات وثقافات جديدة، وتعرف فيها ما يقرؤه العالم ويكتبه.
وأردفت: «إن الحصول على جائزة الجمل الفضي تجربة كنت في حاجة إليها لمعرفة كيف يقرأ الآخر القصيدة العربية عموماً، والإماراتية خصوصاً، وإن وصولنا إلى تلك الفعاليات العالمية هو الإجابة الأبلغ عن سؤال: ماذا تكتب الشاعرة؟»، منوهةً بالشخصيات الشعرية ذات التاريخ الأدبي الطويل التي سبقت جيلها من الشعراء في الكتابة، واستحقت بجدارة الفوز بجائزة الجمل الذهبي.
ونوهت شيخة بتعزيز الانفتاح الثقافي بين الإمارات والصين عبر هذا الحدث، لا سيما في مجال الشعر، وضرورة إثراء المكتبة الشعرية بين اللغتين العربية والصينية، وكيفية تبادل الخبرات في هذا الحقل المعرفي، وتعميق الاهتمام بالترجمة الشعرية والتحاور والفهم الواسع لمعجم القصيدتين الإماراتية والصينية، متوقعةً أن يشهد المستقبل القريب تواصلاً دائماً بين الدولتين من خلال فعاليات ثقافية متنوعة، مثل معرض بكين للكتاب الذي ستشارك فيه الإمارات.
رافد لازدهار الشعر
وأكد الشاعر علي الشعالي، الفائز بجائزة الجمل الفضي خلال الدورة الخامسة لمهرجان طريق الحرير الدولي للشعر، عمق الحدث الذي احتفى بصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ومجتمع الشعراء.
وأضاف: «تكريم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في هذا الحدث العالمي يُبرز دور القيادة الإماراتية في تعزيز الحوار الثقافي.
ولا شك أن توجيهاته وإصداراته القيمة شكَّلت رافداً مهماً لازدهار الشعر والأدب الإماراتي الغني والأصيل، وأسهمت في تشكيل الهوية الثقافية ودفع عجلة تقدم المجتمع على مر العقود، وقد كنت من الحظيظين الذين نشؤوا على هذه النصوص مقروءةً ومسموعة».
جسر بين الحضارات
وأكد الشعالي أن حصول سموه على الجائزة ليس مجرد تكريم شخصي في مسيرته الأدبية، بل إنه بصدق احتفاء بالشعر الإماراتي ككل، وقدرته على الوصول إلى الآخر، موضحاً أن المهرجان، بما تضمَّنه من جوائز وفقرات، سعى لتكريس دور طريق الحرير التاريخي كجسر بين الحضارات.
وقال الشعالي: «بلا شك، إن هذه الجوائز تلهم المبدع وتشجعه على الاستمرار وتقديم أعمال جديدة تمثله وتمثل ثقافته؛ فالنص الشعري على وجه الخصوص عالمي بقدر ما هو محلي، وعام بقدر ما هو خاص وفردي».
منصة حيوية
ووصف الشعالي المهرجان بأنه منصة حيوية للتبادل الثقافي بين الإمارات والصين، جمعت حضارتين عظيمتين من خلال اللغة العالمية للشعر، وعززت التفاهم المتبادل، وعمَّقت روابط الصداقة، ووضعت أسساً للتعاون المستدام في الأدب والفنون، مشيراً إلى أن «هذه المفاهيم الأساسية هي أركان للتنمية البشرية المستدامة في بلدي الحبيب الإمارات».
وأردف: «لا يفوتني في الختام أن أعبر عن امتناني لمهرجان طريق الحرير الدولي للشعر على هذا الحدث الملهم، ولـ«البيان» على تسليط الضوء على أهميته، كما أقدِّم شكري العميق للشاعر عادل خزام على لفتته الكريمة وجهوده في جعل هذا الحدث واقعاً، وعلى كل ما قدمه، راجياً له التوفيق دائماً وأبداً».
تكريم للقصيدة
وأكدت الشاعرة أمل السهلاوي الفائزة بجائزة الجمل الفضي خلال الدورة الخامسة لمهرجان طريق الحرير الدولي للشعر، أن اختيار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، «الشخصية الأدبية الملهمة لشعراء طريق الحرير»، هو تكريم للقصيدة التي تسكن في نبض الإمارات، وللرؤية التي جعلت من الثقافة لغة دبلوماسية ناعمة تخاطب بها الدولة العالم بحكمة ورفق.
وتابعت: «حين تُكرَّم القامة القيادية التي منحت الشعر والثقافة في الإمارات فضاءً فسيحاً للنمو والازدهار، فإنما يُكرَّم بذلك وجدان أمة تؤمن بأن الكلمة الطيبة قادرة على أن تصنع المعجزات».
وأضافت: «كل تكريم في عوالم الشعر هو في حقيقته تكريم للحظات الصمت التي سبقت ولادة القصيدة، وللتأملات الطويلة التي سبحت فيها الروح بحثاً عن معنى».
ولفتت إلى أن جائزة الجمل الفضي ليست وساماً يوضع على الكتف فقط، بل اعتراف ضمني بجمال الرحلة التي يخوضها الشاعر مع ذاته ومع اللغة؛ رحلة البحث عن الضوء في متاهات الشعور الإنساني، وعن الدهشة في تفاصيل الحياة اليومية.
ورأت أن الشعر يولد في الذاكرة، لكنه يسافر إلى حيث تسكن الأرواح التي تتذوق المعنى، وأن هذا الحدث فتح نوافذ مشرقة بين حضارتي الإمارات والصين، لتلتقيا فوق جسر من الكلمات العابرة للغات والحدود، مضيفةً: «في الشعر لا مسافات، بل أجنحة تطير بالمشاعر إلى الآخر البعيد ليغدو قريباً، ويجعل من اختلاف الثقافات مساحة إضافية للجمال، لا حاجزاً للتباعد».
كسر حواجز
وأشارت الشاعرة والسينمائية نجوم الغانم، الفائزة بجائزة الشعر والسينما خلال الدورة الخامسة لمهرجان طريق الحرير الدولي للشعر، إلى أن اختيار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، «الشخصية الأدبية الملهمة لشعراء طريق الحرير»، يحمل دلالات بالغة العمق، ليس لما يمثله سموه من رمزية وطنية وإنسانية فقط، بل لما يجسِّده من رؤية استثنائية تؤمن بدور الكلمة في بناء الإنسان، وتحتفي بالشعر قيمةً حضارية وروحية.
وأوضحت أن هذا التكريم جاء متَّسقاً مع مسيرة سموه بصفته شاعراً وراوياً وقائداً جعل من الثقافة محوراً من محاور التنمية، وهو تكريم للخيال، وللهوية، وللأصوات التي ترسم ملامح الزمن من خلال القصيدة.
وأعربت عن سعادتها الغامرة بفوزها بالجائزة التي تجمع بين الشعر والسينما، المجالين الأقرب إلى روحها وتعبيرها، قائلةً: «أنا ممتنة لمهرجان طريق الحرير الدولي للشعر المانحة للجائزة وللجنة التحكيم على هذا التقدير، الذي أراه تكريماً ليس لي فقط، بل لكل محاولة تسعى لكسر الحواجز بين الفنون، ولتحرير الصورة من سرديتها، والكلمة من إطارها التقليدي».
وأضافت: «أشعر أن هذا النوع من الجوائز يمنحنا مساحة أرحب للتجريب والصدق، ويشجعنا على المضي في طرق غير مأهولة، وهو أمر نادر وجميل، في زمن يتسارع فيه كل شيء»،
ولفتت إلى أن الحدث شكَّل منصة مميزة للتقاطع بين ثقافتين غنيتين وعريقتين: الثقافة العربية، والثقافة الصينية، ومن خلال الشعر الذي يُعدُّ لغةً كونية تتجاوز الحواجز، وتعزز التبادل الثقافي بطريقة صادقة وإنسانية.
وأردفت: «استطاع كل طرف أن يقترب من الآخر، لا عبر الترجمة فقط، بل عبر الإحساس المشترك بالجمال، والمعنى، والذاكرة»، منوهةً بأن فتح هذا النوع من الحوار الشعري بين الإمارات والصين والعالم يُعد خطوة مهمة نحو بناء جسور مستدامة، ليس في المجال الثقافي فقط، بل في فهم أعمق للآخر، واحترام تنوعه، والاحتفاء بما يجمعنا نحن البشر.
احتفاء بالمعنى
وأكدت الشاعرة فاطمة بدر، الفائزة بجائزة أفضل مجموعة شعرية قيد الطبع عن ديوانها «الذي لا يسميه أحد»، أن اختيار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «الشخصية الأدبية الملهمة لشعراء طريق الحرير» هو احتفاء بالمعنى، مبينةً أن الحدث أعاد التأكيد أن الثقافة ليست إضافة تجميلية، بل ركيزة من ركائز الهوية الإماراتية.
ولفتت إلى أن التكريم يشكِّل بالنسبة إليها احتفاءً بالحالة الشعرية وهي لا تزال تتخلَّق وتتردّد وتخطئ وتصيب، موضحةً أن هذا النوع من التكريم، الذي تقدِّره كثيراً، لا ينتظر النتيجة، بل يحتفل بالتحوُّل نفسه، وبالكتابة بوصفها فعلاً وجودياً.
وقالت فاطمة: «لقد شعرت أن الجائزة لم تُمنح لي فقط، بل لأسئلتي، لترددي، للظلال التي لم تُسمَّ بعد، وهذا أثمن ما يمكن أن يحظى به شاعر»، مشيرةً إلى أن مشاركتها في المهرجان حملت طابعاً شخصياً عميقاً، إذ استعادت خلالها رحلتها السابقة إلى الصين، حيث شاركت في مهرجان شعراء دول «البريكس» العام الماضي.
ووصفت مشاركتها السابقة بأنها كانت لحظة تحوُّل في حياتها ومسيرتها، تعرّفت فيها إلى شعراء وشاعرات من ثقافات مختلفة، يجمعهم إيمان داخلي بأن الشعر لغة كونية، لا تحتاج دائماً إلى ترجمة حرفية لتصل، مضيفةً: «تلك الذكريات كانت حاضرة كلها في هذا المهرجان: اللقاءات، الترجمات، الأصوات، وحتى المدن نفسها، كأن القصيدة لا تُكتب فقط، بل تعود إليك حين تكون مستعداً لقراءتها من جديد».
وأشارت إلى أن المهرجان بدا، من زاوية أوسع، تجلِّياً فعلياً لقوة التبادل الثقافي بين الإمارات والصين، لا سيما في حقل الشعر، متابعةً: «لقد تجاوزنا المجاملات التقليدية إلى حضور حي للقصيدة، في صوتها الأصلي وفي ترجماتها، في النقاشات الجانبية وفي العيون التي تُصغي.
شعرت أن اللغة، رغم كل الاختلاف، لم تكن عائقاً، بل وسيلة أخرى للانفتاح. في القصيدة، كل اختلاف قابل للعبور، وكل مسافة قابلة للاختزال».
