في عمر الزهور، حيث الكلمات لا تزال تتعثر على شفاه الصغار، استطاعت الطفلة ليليان أكرم أن تحجز لنفسها مكاناً بارزاً بين عشاق الحروف، ليس فقط كونها قارئة نهمة بل كاتبة وشاعرة تمتلك حساً مبكراً، وقدرة على التعبير تفوق عمرها بكثير.

من بين دفاتر القصص والمناسبات الأدبية برز اسمها في مسابقة «فارس الشعر»، وامتد حضورها إلى المنصات الكبرى، لتكون أصغر إعلامية تشارك في قمة الإعلام العربي.

«البيان» التقت الموهوبة الصغيرة الكاتبة وقارئة القصص للأطفال ليليان أكرم، حيث إن اكتشاف موهبتها لم يكن مخططاً له، بل جاء على شكل ومضة وهي لم تتجاوز الرابعة من عمرها، عندما خرجت منها أبيات شعرية بشكل عفوي أثناء جلوسها بجانب والدها.

ومن تلك اللحظة بدأت رحلتها مع الكلمة، وتفتحت أمامها آفاق القصص والقصائد، التي باتت تكتبها بدعم لا محدود من والديها، وخصوصاً والدتها التي تقرأ لها كل ما تخطه يداها الصغيرة.

ليليان لا تستوحي أعمالها من الخيال فقط، بل تجد في الواقع اليومي مصدراً غنياً للإلهام.

أحد أبرز قصصها «حمامة لولو» وُلدت من حادثة واقعية، عندما سقطت حمامة في فناء المنزل، فسارعت ليليان مع والدها لإنقاذها وأخذها إلى الطبيب البيطري، لتتحول تلك اللحظة إلى قصة نابضة بالمشاعر.

فارس الشعر

وعن مشاركتها في مسابقة فارس الشعر تصف ليليان شعورها بأنه مزيج من «السعادة والفخر»، وقد اختارت أن تعبر عن إحساسها من خلال قصيدة «اليمامة والصياد» للشاعر أحمد شوقي، وهو اختيار يدل على ذائقة أدبية متقدمة رغم صغر سنها.

أما في القراءة فتقول إنها تميل إلى كتب الأطفال الواقعية، التي توازن بين الخيال والصدق، وتفضل القصص على الشعر، لأنها «تنقل القارئ إلى عالم آخر»، وتضيف بثقة طفولية: «كاتبي المفضل هو محمد جمال عمرو، أما الشاعر الذي أحبه كثيراً فهو المتنبي».

بين الكتابة والهندسة

لكن على الرغم من موهبتها الأدبية لا ترى ليليان نفسها كاتبة محترفة في المستقبل، بل تطمح إلى أن تصبح مهندسة في الأمن السيبراني، معتبرة أن الكتابة ستبقى هواية تمارسها بشغف إلى جانب مسيرتها العلمية.

وعن تجربتها في قمة الإعلام العربي تؤكد ليليان أنها كانت تجربة مدهشة ومليئة بالتعلم.

وترى ليليان أن مدينة دبي التي كانت ولا تزال حاضنة للأحلام، وراعية للمواهب، تماماً كما تحتضن هي حلمها بالكلمة، وتنسجه بخيوط من الطفولة والوعي والأمل.