اختتمت المهرجانات الدولية بالقلعة الأثرية الشهيرة في بعلبك، المدينة الواقعة شرقي لبنان، بحفلة رحبانية الطابع بصيغة عصرية، بصوت المغنية هبة طوجي، وبمؤثرات بصرية غامرة.

فبين جدران القلعة وأعمدتها، التي تشكّل جزءاً من التاريخ الفني للعائلة الرحبانية ولا تزال مطبوعة بأعمالها وبصوت الفنانة فيروز، استعاد عرض «حقبات»، الذي توّج مهرجانات بعلبك الدولية، تاريخ القلعة ومعابدها بالصوت والصورة الثلاثية الأبعاد في قسمه الأول، وفي جزئه الثاني توقف عند أغنيات طبعت مسيرة طوجي.

ومن خلال إسقاطات ضوئية ومشاهد بصرية لمعابد بعلبك كما كانت قبل نحو ألفَي سنة أُسقطت على جدران معبد باخوس، بدا العرض الغامر متحركاً، متجاوزاً الحدود التقليدية للمسرح، ووُظفت الإضاءة والمشاهد الثلاثية الأبعاد على أعمدة جوبيتر والمعابد الأخرى التي صمدت آلاف السنين. وأشار أسامة الرحباني في كلمة ألقاها إلى أن فكرة «هذا المشروع الكبير» نشأت قبل 15 عاماً.

وبأغنية عنوانها «هليوبوليس»، أي «مدينة الشمس» باليونانية، وهي الصفة التي كانت تُطلَق تاريخياً على بعلبك، افتُتح العرض المبهر مشهدياً.

وأطلّت طوجي من داخل معبد باخوس بثوب أبيض روماني النمط، مطرّز بخيوط ذهبية، ثم وقفت على أدراج معبد باخوس وأقرّت بأن «لهذه الوقفة رهبة كبيرة»، ثم ركعت طوجي واضعة على كتفيها وشاحاً مخملياً بلون الخمرة داخل معبد باخوس، ممجدة بعلبك بأغنية عنوانها «جايي تصلي بفياتك» التي تقدم فيها تحية للأخوين الرحباني وفيروز.

كما استعادت الحفلة لوحات غنائية من مسرحيتي «صيف 840» (1987)، و«أيام فخر الدين» التي قُدّمت في بعلبك عام 1966.

وتضمّن العرض تحية إلى المؤلف الموسيقي والمسرحي الراحل منصور الرحباني، والد أسامة وأحد الأخوين رحباني اللذين طبعا الفن اللبناني طوال عقود، في مئوية ولادته، بينما فرضت وفاة الفنان المسرحي والموسيقي زياد الرحباني في 26 يوليو الماضي عن 69 عاماً نفسها على العرض.

وقال أسامة الرحباني عن ابن عمّه زياد: «قبل نحو عشرة أيام، فقدنا عظيماً من لبنان. بوجوده وبغيابه، كان ثقله كبيراً جداً، وكان ظاهرة أثرت في الجميع من دون استثناء».

وغنّت طوجي «بَلا ولا شي» التي ألّفها وغنّاها زياد، بينما كان يمرّ على الشاشة شريط صور لم يسبق نشرها لزياد ضمن العائلة الرحبانية.