في جدار قديم بمستشفى غريت أورموند ستريت في لندن، ظهرت كبسولة زمنية أودعتها أميرةُ ويلز ديانا، قبل نحو 35 عامًا، فكشف ذلك كنزًا من تذكارات. وكأنها رسالةٌ من تاريخ يغفو بين طيات الحجارة، تنتظر من يوقظها.

شمل الصندوق او "الكبسولة الزمنية، التي وُضعت ديانا داخل جدار مستشفى "جريت أورموند ستريت، جهاز تلفزيون صغير محمول وقرص مدمج للمغنية الاسترالية كايلي ميونغ، الى جانب آلة حاسبة تعمل بالطاقة الشمسية. ونسخة من جريدة ذا تايمز.

كان القرص المدمج خيار ديفيد واتسون حينها، الذي كان عمره 11 عامًا، من ديفون غرب إنجلترا، مع ورقة من الورق المعاد تدويره وجواز سفرٍ أوروبي. كما اختارت سيلفا فولكس من نورويتش،  والتي كانت تبلغ في التاسعة من عمرها ، مجموعة من العملات البريطانية ووعاءً يحوي 5 أنواع لبذور أشجار.

وُضِعت هذه الكبسولة عام 1991 في جدار المستشفى بمساعدة طفلين فازا في مسابقة تلفزيونية، كأنهما يحملان المفتاح إلى بابٍ كان زمنًا قد أقفلَه عن الأنظار. احتوت الكبسولة آثارًا من عصرٍ قبلَ انتشار الإنترنت: ، وبعد مرور نحو ثلاثة عقود ونصف، ففتحت نافذةً على كنزٍ من التذكارات: أشياء تشهد على تغيّر الحياة وتطورها.

والجدير بالذكر انه تم اختيار العناصر عبر مسابقة أطلقتها مؤسسة برنامج الأطفال البريطاني الشهير " بلو بيتر" والتي ارتكزت على اختيار 8 أشياء تمثل الحياة في التسعينيات. ورغم أضرار الرطوبة التي طالت بعضها، بقيت ملامحها قابلة للتمييز.

لم يكن من المقرر فتح الصندوق يوم 27 أغسطس 2025، لكن القدر تقطع مع رحلة الكبسولة الى المستقبل، وذلك عندما قررت المستشفى هدم مبانٍ قديمة لبناء مركز سرطان أطفالٍ جديد، ودعا المستشفى أعضاءَ الطاقم الذين وُلِدوا في 1991 أو كانوا يعملون هناك في ذلك العام للمساعدة في إزالة الكبسولة.

قالت جانيت هولمز، اختصاصية الرعاية الصحية للأطفال: "تذكّرتُ الكثير من الذكريات حين رأيت التلفاز الجيب هناك؛ اشتريته لزوجي في ذلك الوقت، حين كان لديه استراحة أثناء قيادته لحافلته عبر البلاد. كانت تكلفته باهظة آنذاك!"

  و أن مركز السرطان الجديد فى مستشفى جريت أورموند ستريت يساعد الفرق الطبية في تطوير علاجات أكثر لطفًا وفعالية، في بيئةٍ تركّز على الطفل حيث يمكن للصغار اللعب والتعلم وبمعية ذويهم أثناء وجودهم في المستشفى. وبينما يُدار المستشفى بواسطة الخدمة الصحية الوطنية الممولة من دافع الضرائب، يبقى جمع التبرعات لمشروعات كبرى أمرًا حيويًا، وتُعد حملة 300 مليون جنيه إسترليني (حوالي 403 ملايين دولار) لبناء المركز الجديد الأكبر في تاريخ المستشفى

ومع الكشف عن الكبسولة قد يواجه من وُلِدوا في أو بعد التسعينيات صعوبة في استيعاب أن جهاز Casio TV430 الثمين كان يضم شاشة قطرها بوصتان فقط وبطارية لا تدوم سوى ساعات قليلة.  وان كايلي مينوغ المغنية الأسترالية التي لمع نجمها في بريطانيا من خلال أغانٍ مميزة كانت قد ظهورها في مسلسل Neighbours، ولا تزال رمزًا عالميًا.

أما الأقراص المدمجة فكانت حينئذٍ حديثة العهد، وتفوقت على الأشرطة الكاسيت والأقراص المغناطسية كأبرز صيغة موسيقية في الولايات المتحدة في 1991.

وبالعودة إلى الأثر التاريخي للكبسولات الزمنية في بريطانية علينا ان نذكر ايضا  كبسولة اخري من قبل  أميرة ويلز السابقة ألكسندرا كارولين ماري التى وضعت  حجر الأساس لأول مبنى مستشفى جريت أورموند ستريت في 1872، وأغلقت أيضًا كبسولة زمنية؛ وتظل الحقيقة المحزنة أن الكبسولة القديمة لم تُعثر عليها حتى اليوم.