إعصار "إيرين" هو واحد من أسرع العواصف التي تتزايد شدتها بسرعة في تاريخ المحيط الأطلسي. فقد تحوّل من إعصار فئة 3 مع رياح مستمرة تبلغ نحو 125 ميلاً في الساعة إلى فئة 5 خلال أقل من يوم واحد، مع رياح تتجاوز 160 ميلاً في الساعة في فترات الليل، وفق ما أفاد به مركز الأعاصير الوطني الأمريكي .

من المتوقع أن يستمر الاضطراب في التذبذب في شدته بقية عطلة نهاية الأسبوع، مع إمكانية تضاعف حجمه وربما تضاعفه ثلاثة أضعاف أثناء تحركه شمالاً وغرباً، وهو ما يفاقم مخاطر الأحوال البحرية العاتية على أجزاء من المحيط الأطلسي الغربي.

التضخّم السريع، وهو زيادة سرعة الرياح بمقدار 35 ميلاً في الساعة خلال 24 ساعة على الأقل، بات ظاهرة أكثر شيوعاً مع ارتفاع درجات حرارة المحيط والغلاف الجوي نتيجة الاحتباس الحراري، وهذا يجعل إيرين مثالاً إضافياً على التطرف المناخي في عالم يزداد دفئه.

كما أصبح الإعصار من بين 43 إعصاراً من فئة 5 مسجلاً في الأطلسي حتى الآن، وهو رقم مرتفع، رغم أن حضور هذا المستوى من القوة بات أكثر احتمالاً في مواسم الأعاصير الأخيرة.

من الناحية الميدانية، لا يُتوقع أن يصل الإعصار إلى اليابسة مباشرةً في الولايات المتحدة، لكنه يمر شمال بورتو ريكو ويرتد باتجاه الشمال الشرقي نحو المحيط الأطلسي المفتوح، مع احتمال رفع نطاق رياحه وقوته بما يؤثر في شواطئ الباهاما والساحل الشرقي للولايات المتحدة وأجزاء من كندا الأطلسية في الأيام المقبلة.

من المتوقع أن يسير الإعصار شمالاً عبر الغرب الأطلسي الأسبوع القادم، بعيداً عن الولايات المتحدة وبرمودا، لكن قد يتغير هذا المسار إذا مال الإعصار أكثر أو أقل مما هو متوقع حالياً.

حتى ولو ظلت التوقعات ثابتة، فقد يسبب"إيرين" مشاكل لكلا المنطقتين في شكل أمواج عاتية وتيارات قاع خطرة.

ستواصل العاصفة إنتاج مناطق من الأمطار الغزيرة حتى الأحد عبر جزر ليوارد الشمالية، وجزر فرجينيا، وبورتو ريكو، وفق مركز الأعاصير.

ولا يستبعد حدوث فيضانات فجائية كبيرة والانهيارات الطينية والصخرية.

كما أشار المركز إلى أن الإعصار سيبقى عُرضة للتقلب في شدته بقية عطلة نهاية الأسبوع، وأن تحركاته شمالاً نحو الشمال الشرقي قد تتيح له المرور قرب جزر ليوارد والفيرجين آيلاند وبويرتوريكو، مع استمرار احتمالات تغير مساره ومدى تأثيره.

إلى جانب ذلك، حذر المركز من أن التيارات القاعية والرياح القوية قد تشكل تهديداً على الشواطئ، ودعا الناس إلى تجنّب الاعتماد على أمواج كبيرة فقط لتقييم الخطر.

كما أشار إلى أن تقييم وفيات العواصف المدارية والأعاصير خلال السنوات العشر الأخيرة يظهر أن نحو 12% منها كان بسبب التيارات القاعية.

ويبقى"إيرين" حالياً على بعد حوالي 150 ميلاً شمال شرق سان خوان، بورتو ريكو، وحوالي 160 ميلاً شمال غرب أنغيولا وفق آخر التحديثات. كما صدرت تحذيرات من فيضان فجائي لشمال بورتو ريكو حتى منتصف الليل، فيما تستمر تحذيرات العاصفة المدارية لجزر توركس وكايكوس وبعض أجزاء جزر ليوارد.

من المتوقع أن تواصل العاصفة تأثيرها عبر شرق الكاريبي والجزر المحيطة، حيث تتوقع مراكز الأرصاد أن تتسبب في أمواج عالية وتيارات قاع مهدّدة للحياة على شواطئ جزر الباهاما وكثير من الساحل الشرقي للولايات المتحدة وأجزاء من كندا الأطلسية خلال الأيام القادمة.

وتبقى التوقعات بأن يستمر الإعصار في تغيير شدته وتوجيهه، مع احتمالات أن يطور مساره شمالاً أو شمال شرق بشكل قد يضعه في مسار تقريبي مع مناطق مأهولة ومناطق ساحلية حساسة.