أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، تم اكتشف أثار مدينة قبطية في الصحراء الغربية المصرية، تعود إلى الفترة بين القرنين الثالث والسابع، وتتضمن مساكن، وقبور، وكنيستين، وهو اكتشاف يُعد ذا أهمية كبيرة لفهم تاريخ مصر القديم ورؤى قيمة جدًا حول تاريخ المسيحية المبكرة، وذلك استنادًا إلى معلومات تم الإعلان عنها مؤخرًا.

تم  العثور على بقايا مدينة سكنية تعود إلى الفترة القبطية المبكرة، في موقع آثار عين الحجر، الذي يقع ضمن واحة الخارجة. وتُعد المدينة جزءًا من فترة مهمة جدًا في تاريخ مصر، شهدت الانتقال من الوثنية إلى الديانة المسيحية، وكانت في العصور القديمة مركزًا للحياة المسيحية المبكرة.

وتحت رعاية المجلس الأعلى للآثار في مصر، قام فريق من علماء الآثار في عين الحجر بكشف صفوف من المساكن المبنية من الطوب اللبن، بالإضافة إلى قبور وكنيستين، إحداهما على نمط البازيليكا، والتي تتكون من قاعة مركزية محاطة بممرين، مع وجود ثلاثة صفوف من الأعمدة المربعة. كما تم العثور على لوحة جدارية تصور يسوع المسيح وهو يشفي المرضى، وهو اكتشاف يضيف قيمة كبيرة للبحث الأثري والتاريخي.

قال محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن: "الاكتشافات التي تم التوصل إليها تؤكد على أهمية واحة الخارجة كمركز ديني واجتماعي عبر مختلف الحقب التاريخية، خاصة مع بداية العصر القبطي، وهو ما يعكس مكانة المدينة التاريخية في تلك الفترة".وفقا لموقع "ارت نيوز "

أما وزير السياحة والآثار، شريف فتحي، فقد أضاف: "هذا الاكتشاف يعزز فهمنا للمسيحية المبكرة في مصر، ويبرز القيم التسامحية العميقة التي تعتبر جزءًا لا يتجزأ من تراثنا الثقافي والتاريخي".

 وأضاف  : الأقباط، وهم مجموعة إثنية دينية مسيحية أصلية في المنطقة، يُعدون أكبر الطوائف المسيحية في الشرق الأوسط، ويشكلون حوالي 10% من سكان مصر.

ويعتنقون بشكل رئيسي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في الإسكندرية، وتاريخيًا، واجه الأقباط اضطهادات عديدة كطائفة دينية، خاصة في فترات سابقة، ومع ذلك، فإنهم كانوا دائمًا من رواد حركة النضال من أجل الاستقلال، ويحافظون على هويتهم الوطنية القوية حتى اليوم.

وفي سياق آخر، أوضح المؤرخ المصري ستيفن هارفي أن المواقع القبطية في مصر تتلقى الآن اهتمامًا متزايدًا من قبل المختصين في مجال الحفظ، مع نتائج مدهشة وملحوظة. ويذكر أن مثالاً جيدًا على ذلك هو الدير الأحمر في سوهاج، الذي يُعد من أهم المواقع الأثرية في مصر العليا.

يقول هارفي لصحيفة "ذا آرت نيوز"، إن: "الدير الأحمر تم اكتشافه منذ زمن بعيد، لكن كان يُعتقد أنه يعود إلى فترة لاحقة، حتى كشفت عمليات الحفظ الحديثة التي قام بها المركز الأمريكي للأبحاث في مصر عن أنه يعود إلى فترة مبكرة جدًا، وهو اكتشاف مهم جدًا".

ويؤكد هارفي أن الاكتشاف الأخير للمدينة القديمة في الصحراء الغربية يُعد من الأحداث المهمة، لأنه يوفر دليلًا على وجود حياة قبطية خارج وادي النيل في فترات مبكرة، وذلك بالإضافة إلى القيمة الفنية للصور المبكرة التي تصور قصص العهد الجديد، والتي تعتبر دائمًا ذات أهمية كبيرة وتُرحب بها بشكل واسع، لأنها تساهم في فهم أعمق للحياة الدينية والفنية في تلك الحقبة.