يستعرض «الخَضَر» لمؤلفه الدكتور عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، الدور الحيوي للنباتات والأشجار في الثقافة الإماراتية، مع التركيز على ارتباطها العميق بالتراث الشعبي وبالحياة اليومية.
يبدأ الكتاب بشجرة الخروع، التي تُعرف بخصائصها الصحية الفريدة، حيث تُستخدم أوراق الخروع لتغليف الحناء، مما يساعد على الحفاظ على رطوبتها وتعزيز لونها. كما يُستخرج من بذور الخروع زيت له فوائد متعددة في تحسين صحة الشعر وعلاج الأمراض الجلدية والتخفيف من مشكلات صحية متنوعة مثل الصداع.
ينتقل الكتاب بعد ذلك للحديث عن شجرة الغاف، التي تُعتبر رمزاً للصمود في البيئة الصحراوية. وتنمو شجرة الغاف في المناطق القاحلة، وتوفر ظلاً كثيفاً، مما يجعلها شجرة ذات قيمة بيئية واقتصادية كبيرة في الإمارات. يُبرز الكتاب استخدام شجرة الغاف كمرجع للعديد من الأسماء المحلية في الإمارات، مما يعكس ارتباطها العميق بالثقافة المحلية.
بعدها، يتناول الكتاب شجرة القرم، التي تُعتبر أساسية في البيئات الساحلية. تُستخدم شجرة القرم في حماية الشواطئ، وتوفير موطن للحياة البرية، كما أن لها تاريخاً طويلاً في الاستخدام في البيئات الاستوائية. يُظهر الكتاب كيف أن نباتات القرم تعد من أهم النباتات في البيئات ذات الملوحة العالية.
ثم يأتي الحديث عن النخلة، التي تُعد من الرموز البارزة في الثقافة الإماراتية. تُستخدم النخلة في الطهي والاحتفالات، وتُعتبر مصدراً مهماً للثمار والمكونات الأخرى التي تشكل جزءاً من التراث الغذائي. يُبرز الكتاب الحكايات الشعبية المرتبطة بالنخلة ودورها في الحياة اليومية.
يناقش الكتاب كذلك النارجيل (الناريلة)، الذي لا يُزرع بكثرة في الإمارات، لكنه ذو قيمة كبيرة في التراث المحلي. تُستخدم ثماره في وصفات الطعام وكمادة للتدخين. بعد ذلك، يتحدث عن المشموم، الذي يُعتبر نباتاً عطرياً مهماً، ويستخدم في تحضير الأطعمة والطب الشعبي. يُميز الكتاب بين نوعين من المشموم، أحدهما ذو الرائحة الزكية، والآخر المشابه للقرنفل.
يستعرض الكتاب أيضاً الموز، موضحاً خصائصه واستخداماته، ثم يأتي ذكر الياس، الذي يُستخدم في الزينة والعلاج وله رمزية خاصة في الثقافة الإماراتية. يُبرز الكتاب الجوافة والسمرة واللوز، مشيراً إلى فوائدها الغذائية واستخداماتها التقليدية في الطهي والعلاج.
في الختام، الهمبا (المانغو) ويُفرق بين الأنواع المحلية والمستوردة، ويشرح دور شجرة العسبق كحاجز طبيعي لحماية المزارع. يقدم الكتاب أيضاً لمحة عن مؤلفه، د. عبدالعزيز المسلم، الذي ساهم بشكل كبير في مجال التراث الثقافي، إذ يُعرف بعمله في توثيق وحفظ التراث الإماراتي، وهو شخصية بارزة في هذا المجال، حيث حصل على عدة جوائز تقديرية.
