أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن منسوجة"بايو" ستُعار إلى المتحف البريطاني في لندن من سبتمبر 2026 إلى يونيو 2027، في مقابل قطع من كنز ساتون هوو الأثري، هوو أحد أعظم الاكتشافات الأثرية في المملكة المتحدة، والذي هو عبارة عن حطام سفينة اكتُشف بين عامي 1938 و1939 في جنوب شرق إنكلترا، غيّر نظرة المؤرخين البريطانيين إلى العصر الأنغلوساكسوني .
وكشف الرئيس الفرنسي عن هذا الإعلان خلال زيارته الرسمية إلى المملكة المتحدة التي بدأت اليوم الثلاثاء وتستمر ثلاثة أيام.
وقال الرئيس للصحيفتين "بفضل رمزيته غير المسبوقة، والقيمة التي لا تُقدر بثمن للقطع المُعارة، يُظهر هذا التبادل غير المسبوق الرغبة في إحياء العلاقات الثقافية بين بلدينا والثقة القائمة بيننا اليوم".
وتاريخا ثمة جدل بين المؤرخين بشأن أصل القطعة التي يصل طولها إلى 70 مترا وارتفاعها 50 سنتيمترا،وتشير أقدم كتابة عليها إلى أنها كانت ضمن متعلقات كاتدرائية بايو في عام 1476، غير أنه لا تتوافر أي معلومات أخرى عن كيفية صناعتها والسبب في ذلك.
ويقول متحف ريدنغ البريطاني، الذي يضم نسخة تقليدية من القطعة الأثرية، إنها ربما تعود إلى سبعينيات القرن الحادي عشر، وأنها أعدت بناء على تكليف من الأسقف أود، الأخ غير الشقيق لوليام الفاتح.
ويقول البعض إن فريقا من الراهبات في شتى أرجاء إنجلترا، وليس في فرنسا، ربما صنعوها في كانتبري،قال باحث في جامعة مانشستر عام 2012 إن تطريز العمل الفني "متناسق تماما"، الأمر الذي يشير إلى أن مجموعة عمل متخصصة في تطريز الأقمشة ربما صنعتها في نفس المكان وفي نفس الوقت.
وتصف المنسوجة أحداثا تتعلق باستيلاء النورمان على إنجلترا، حيث تبدأ بقصة الملك إدوار، الذي تولى العرش في عام 1042، وتحكي قصة وفاته والجدل بشأن وريثه الشرعي، وتولي العرش من بعده شقيق زوجته، في يوم تشييع جثمان إدوارد، في عام 1066، وصلت الأنباء إلى فرنسا، وزعم وليام، ملك نورماندي، أنه كان ينبغي أن يكون ملكا على إنجلترا كما وعده إدوارد، وفي 14 أكتوبر 1066 التقى وليام الأول وهارولد الثاني في معركة هاستنغز، وهي واحدة من أشهر المعارك في تاريخ إنجلترا، وكان قوام جيش كل فريق بين خمسة آلاف و سبعة آلاف جندي.وقُتل آلاف الجنود في يوم انتهى بمقتل الملك هارولد الثاني، ومثلت المعركة نقطة تحول تاريخية بعد أن أنهت فترة حكم الأنجلو ساكسون التي دامت أكثر من 600 عام.
وضع نابليون القطعة الأثرية للعرض في باريس عام 1804، أثناء تخطيطه لغزو إنجلترا.تم عرضت في باريس للمرة الثانية في عام 1944 خلال الحرب العالمية الثانية قبل أن تعود إلى بلدة بايو.ويأتي عرض ماكرون إعارة المنسوجة بعد فشل محاولات سابقة بهذا الصدد.
ويُعتقد أن طلبا سابقا كانت قدمته إنجلترا قبل تتويج الملكة إليزابيث عام 1953، كما تقدمت البلاد بطلب آخر بمناسبة مرور 900 عام على ذكرى معركة هاستنغز عام 1966.
