روائع كلاسيكيات السينما تصافح جمهور دبي في مهرجان سينما عقيل في وجهة السركال: «صيف الكلاسيكيات»، حيث انطلق 11 يوليو ويستمر إلى 25 سبتمبر المقبل، إذ يتضمن 14 فيلماً من ضمن أشهر وأهم الأفلام تغطي مئة عام من السينما، بينها مجموعة من أندر وأهم الأعمال في حقل السينما الصامتة في عشرينيات القرن الماضي.. وصولاً إلى الأعمال السينمائية ذات الطابع الشعري والأدبي، التي برزت أوائل الألفية الحالية.

يحظى المهرجان، حالياً، بإقبال كبير من عشاق السينما والمتخصصين، الذين يتابعون خلاله باقة من الأفلام التي شكلت منارات سينمائية بارزة، ولا تزال تُحرك المشاعر، وتحتفي بالقيم الإنسانية والمحبة والخير، حيث يرتحل معها المتلقي إلى عوالم إبداعية ساحرة، موشاة بألق الفن السابع.

افتتح موسم الصيف في سينما عقيل، والذي يمثل تقليداً سنوياً، يحمل في طياته الحنين إلى الماضي، بعرض فيلمين تاريخيين صامتين، ذاك احتفالاً بالذكرى المئوية لهما، وهما: «حمى الذهب» (1925)، «شبح الأوبرا» (1925).

وفي الأول يواجه المتشرد الصغير، الذي جسده تشارلي شابلن، الجوع والمشقة بروح الدعابة والأمل، مقدماً قصة تبدو حديثة بشكل مدهش حتى اليوم. أما الثاني، فهو ارتحال إلى عوالم أفلام الرعب.

كما يسافر الجمهور إلى شوارع داكار، ما بعد الاستعمار، مع فيلم «حوالة مالية» (ماندابي) (1968)، الذي يقدم قصة مؤثرة عن رجل يحاول تحصيل أموال محولة له، إلا أنه يقع في دوامة إجراءات بيروقراطية قاتلة.

ويتسم الفيلم، إلى جانب حيثية موضوعته، بقيمته التاريخية، كونه أول فيلم أنتج بلغة سنغالية تدعى «ولوفية».

وفي الفترة ذاتها تقريباً، أعطى فيلم «متمرد بلا قضية» (1955)، صوتاً للاضطرابات الداخلية لشباب ما بعد الحرب.

ومن ضمن الأفلام الأخرى: «الكراهية» (1995)، الذي تمثل شوارع فرنسا المشحونة خلال التسعينيات، مسرحه، إذ يردد صرخات الشباب.

وأما ثيمة الانتماء والتعبير عن الذات، فنتبينها في «جمعية الشعراء الأموات» (1989).. وهو ما نتبينه أيضاً في فيلم «إدوارد ذو الأيدي المقصية» (1990).

كما تحتل رحلة التواصل الإنساني والذاكرة، مركز الصدارة في فيلمي «قبل شروق الشمس» (1995)، و«قبل غروب الشمس» (2004)، لريتشارد لينكليتر، وهما جزءان شخصيان للغاية، من ثلاثية تستكشف كيف أصبحت محادثة واحدة نقطة تحول في حياة شخصين غريبين، فيما يكشف فيلم «ميمينتو» (2000) المذهل لكريستوفر نولان عن الهوية.

«قلب شجاع»

وتتفجر المشاعر الملحمية في فيلم «قلب شجاع» (1995)، بينما يُقدم فيلم «بداية باتمان» (2005) - وهو فيلم آخر ضمن قائمة أفلام نولان - دراسةً أكثر قتامة وتأملاً للصدمة والتحول، أعادت تعريف هذا النوع السينمائي.

ويمزج فيلم «فندق جراند بودابست» (2014)، للمخرج ويس أندرسون، بين عوالم الصداقة والولاء والفقد، في قالب يضج بروح الدعابة والحزن، ويُختتم الموسم بفيلم «أوندين» (2020)، الذي يُقدم تأملاً أسطورياً في الحب والماء والقدر.

ركن أساسي

وفي حديثها عن ملامح المهرجان 2025، قالت بثينة كاظم، مؤسسة سينما عقيل لـ«البيان»: «أصبح (صيف الكلاسيكيات) ركناً أساسياً من برامجنا، فهو منصة تجمع الجمهور، من خلال تجربة مشتركة لإعادة مشاهدة الأفلام التي شكلت حياتنا والسينما بشكل عام، وفي نسخة هذا العام، نسترجع قرناً كاملاً من القصص التي لا تُنسى، فهذه الأفلام أكثر من مجرد «كلاسيكيات».. إنها رفيقة وحافظة للذاكرة، وتطرح أسئلة لا تزال تُخاطبنا بطرقٍ مُتطورة باستمرار».