إضافة إلى «متحف التاريخ الطبيعي»، إذ يعزز مكانة الإمارات بوصفها إحدى أغنى دول العالم في الميدان، حيث توجد في باقة من المتاحف المتفردة.
وجاء هذا كله في سياق اهتمام عام، رسمي وحكومي، بالمتاحف كحواضن ثقافية تهتم بالتاريخ والفنون والإنجازات الإنسانية على أنواعها، وقد شهد عام 2025.
في هذا السياق، توجهاً قوياً لوضع المتاحف على قائمة الاهتمام العام، وإشراكها بالحياة الثقافية بقوة، في خطوة نقلت هذه المؤسسات المهمة إلى صدارة الفاعلين في المشهد الثقافي، ووضعتها في مقدمة الجهات المساهمة الاقتصاد الإبداعي في الدولة.
متحف زايد الوطني
ويروي «متحف زايد الوطني» قصة أرض الإمارات منذ العصور القديمة حتى يومنا الحاضر، ليكون المرجع الأشمل حول التاريخ والثقافة الإماراتية، ويوفّر فرصة للتواصل مع التراث الثقافي بأسلوب ملموس وتفاعلي، يعزز الوعي العميق بتاريخ الدولة الممتد عبر مئات الآلاف من السنين.
وبصفته المتحف الوطني للدولة، يستمد المتحف جوهر رسالته من إرث وقيم الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كما يحتفي بإرثه، ويجسد قيمه الراسخة لتعزيز الموروث الثقافي، والتعليم، وترسيخ الهوية، والانتماء.
وتضم نباتات وأشجاراً محلية تمثل البيئة الصحراوية والواحات والمناطق الحضرية، إضافة إلى نظام الري بالأفلاج ومنحوتات فنية وأعمال تخاطب الحواس المتعددة، وتسلسل زمني يتتبع سيرة حياة الشيخ زايد وتاريخ الإمارات.
ويضم متحف زايد الوطني أكثر من 3000 قطعة، وسيتم عرض أكثر من 1500 منها في صالات العرض. تشكل كل قطعة نبذة عن مسيرة الدولة لتكشف عن التجارب اليومية والتبادلات الثقافية والقيم الخالدة التي شكلتها.
وتغطي صالات العرض 300 ألف عام من التاريخ البشري في هذه الأرض، بما فيها العصر الحجري القديم، والعصر الحجري الحديث، والعصر البرونزي والحديدي، والعصر الإسلامي، وصولاً إلى التاريخ الحديث.
ويقدم متحف زايد الوطني تاريخ أرض الإمارات منذ العصور القديمة حتى يومنا الحاضر عبر رحلة تفاعلية تجمع بين أحدث التقنيات والتجارب السمعية والبصرية والحسية، والقطع الأثرية والمقتنيات التاريخية ونماذج للثقافة، ما يوفّر وسيلة تفاعلية لاستكشاف قصة دولة الإمارات وتطورها عبر الزمن.
متاحف دبي.. عراقة وتميز
وتتبدى متاحف دبي، بمضامينها ورؤاها، منائر إشعاع حضارية تنبض القيم الحضارية والفرادة، إلى جانب كونها صروحاً ثقافية مميزة ومراكز تعليمية فاعلة، تروي قصص التاريخ وترسم مسارات التطور الإنساني ومستقبل خير ورفاهية وتقدم البشرية، ذلك إلى جانب تعريفها بعراقة وثراء تاريخ دبي والإمارات. كما يبرز في السياق، متحف الاتحاد الذي يحكي نشأة اتحاد الإمارات وتأسيس الدولة.
واحتضنت متاحف دبي، باقات متنوعة وغنية من الفعاليات والمعارض، إلى جانب الجلسات والمنتديات الثقافية، التي عززت وعكست توجهات دبي في مضامير الانفتاح والتنوع الحضاري. كما برزت في الخصوص، الفعاليات التي نظمها متحف المستقبل، حيث استشرفت مستقبل خير ورفاهية البشرية.
متحف التاريخ الطبيعي
وتتوج هذا الحدث بفتح أبواب المتحف أمام الجمهور، ليتكامل مع قائمة المتاحف المجاورة له والقريبة منه، مثل «متحف اللوفر أبوظبي»، «متحف تيم لاب فينومينا»، و«متحف زايد الوطني».
ومثل افتتاح «متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي» إنجازاً ثقافياً مهماً، يعزّز مكانة الدولة وجهةً عالميةً للمعرفة والبحث العلمي والثقافة، بوصفه أكبر متحف من نوعه في المنطقة، ومعلماً ثقافياً بارزاً يروي قصة الحياة على الأرض من منظور عربي، يضيف إلى المشهد الثقافي المزدهر في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويأخذ المتحف زوّاره في رحلة عبر 13.8 مليار سنة من التاريخ الطبيعي، من نشأة الكون والمجموعة الشمسية إلى تطوّر الحياة على الأرض وانتشار الديناصورات وانقراضها، وصولاً إلى التنوّع البيولوجي المذهل لكوكب الأرض. ومن أبرز معروضات المتحف ثلاثة مسافرين من أعماق الزمن:
التيرانوصور ركس الضخم، الذي عاش قبل 67 مليون سنة حين كان سيد الأرض بلا منازع، ونيزك مورتشيسون، المسافر الكوني الذي شهد ولادة كوكبنا.
ويضمّ حبيبات يعود عمرها إلى سبع مليارات سنة، أي إلى ما قبل تكوّن المجموعة الشمسية، والحوت الأزرق، أضخم كائن معروف على وجه الأرض، يعرضه المتحف بمثال عن أنثى حوت أزرق يبلغ طولها 25 متراً، مقدّماً نموذجاً عن تنوّع الحياة البحرية، واستمرارية قصة الحياة على كوكبنا. ومن جانب آخر، يشكّل التنوّع النباتي والحيواني والتاريخ الجيولوجي للمنطقة جزءاً محورياً رئيسياً من رحلة الزائر.
وكما يقوم المتحف بدور مؤسسيّ بحثيّ وتعليمي، إذ يسهم في نشر المعرفة العلمية، وإيصال أحدث الأبحاث إلى جمهور أوسع، ملهماً الأجيال المقبلة نحو مستقبل أكثر وعياً واستدامة.
ويشكّل التاريخ الطبيعي لشبه الجزيرة العربية، عبر صالات العرض، جزءاً لا يتجزّأ من القصة التي يسعى المتحف إلى تسليط الضوء عليها. ومن أبرزها الاكتشافات المحلية التي وجدت في أبوظبي، وتضم نوعاً من الفيلة يعرف باسم «ستيجوتيترابيلودون».
وهو من فصيلة الفيلة القديمة التي تميّزت بامتلاكها أنياباً في الفكين العلوي والسفلي معاً، وهي سمة نادرة لا توجد لدى الفيلة الحديثة، ما يمنح الزوّار نظرة فريدة إلى مسيرة تطوّر هذه الكائنات، ويعكس في الوقت نفسه غنى المنطقة بالإرث الطبيعي الفريد. وصمّم مبنى المتحف ليبدو كأنه جزء من طبيعة جزيرة السعديات، ينهض من أرضها بتكوين عضويّ يشبه تشكّلات الصخور الطبيعية.
ويجسّد التصميم رسالة المتحف في ربط الإنسان بعالم الطبيعة، وإلهام جيل جديد من المستكشفين والمبدعين للسؤال والاكتشاف والمشاركة في بناء مستقبل أكثر استدامة.
يحتضن المتحف قاعات ومعارض دائمة تأخذ الزائر في رحلة متكاملة عبر تاريخ الكون وتحوّلات الحياة على الأرض، تجمع بين المعرفة والاكتشاف بأسلوب تفاعلي حديث، ومن بين القاعات الرئيسة: «قصة كوكب الأرض»، و«العالم المتطور»، و«عالمنا»، و«الكوكب المرن»، و«مستقبل الأرض».
ويضمّ مسرحاً تفاعلياً يقدّم عروضاً تنقل الزوّار في رحلة فريدة عبر الزمن. وقدّم المتحف، بمناسبة افتتاحه، معرضين عالميين، هما «مسيرة التريسيراتوبس»، و«معرض المصوّر الفوتوغرافي للحياة البرية» في نسخته الحادية والستين.
متاحف الشارقة.. سير التاريخ والحاضر
و«حصن الشارقة» و«متحف المحطة» و«متحف الشارقة للآثار» «متحف الشارقة للخط» و«بيت النابودة» و«بيت الشيخ سعيد بن حمد القاسمي» و«مربى الشارقة للأحياء المائية» و«متحف الشارقة للسيارات القديمة» و«متحف الشارقة العلمي».
فيما قدم متحف الشارقة للتراث معرضاً حول «النباتات المحلية في دولة الإمارات»، واستضاف متحف الشارقة للآثار معرضاً «من الحجارة: أدوات صنعت عصور ما قبل التاريخ في قطر».
وفي ذات السياق، جاء معرض «أنا في متاحف الشارقة»، ليجسد الواقع المزدهر الذي يعيشه قطاع المتاحف في الشارقة، عبر عرض الأعمال الفائزة لطلبة المدارس في مسابقة التصوير.
واحتضن «بيت الشيخ سعيد بن حمد القاسمي» معرض «أطياف الزمن الجميل»، فيما احتفل «بيت النابودة» بمرور 30 عاماً على افتتاحه بمعرض تفاعلي عن تكوين اللؤلؤ.
متحف العين
وتأسس المتحف في عام 1969 على يد الوالد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ويعد أول متحف في دولة الإمارات والمرجع الأساسي للآثار والتاريخ الثقافي الغني لمنطقة العين. ويستعرض المتحف مسيرة الوجود البشري في منطقة العين، حيث يضم المتحف قطعاً أثرية يعود تاريخها إلى أكثر من 8000 عام.
«اللوفر أبوظبي»
وافتتح الموسم بمعرض «المماليك: الإرث والأثر» الذي تم تنظيمه بالتعاون مع متحف اللوفر ووكالة متاحف فرنسا، ليقدّم نظرة متعمّقة على مملكة المماليك ذات النفوذ القوي وتأثيرها الثقافي الممتد عبر مساحات شاسعة. كما تضمن الموسم «معرض فن الحين 2025». ومن أبرز معالم هذا الموسم معرض بيكاسو «تصوّر الشكل».
وإضافة إلى ذلك، استضاف اللوفر أبوظبي مجموعة متنوّعة من البرامج التعليمية والثقافية، وفعاليات مصمّمة لتعزيز التفاعل والحوار، ليشكّل موسم 2025 - 2026 في اللوفر أبوظبي احتفالاً متميّزاً بالإبداع الإنساني والتبادل الثقافي والاستكشاف الفني.
«متحف عجمان»
حيث كان مقر الحاكم حتى شهر 3 عام 1970. وتقدم المعروضات لمحة جذابة عن ماضي عجمان، حيث يمكن رؤية مخطوطات عمرها قرون عديدة، إضافة إلى قسم مخصص لتجارة اللؤلؤ.
