إبداعات ملهمة تخط طريق النجاح، ورؤى استثمارية صقلتها الخبرة والفكر المدروس، جميعها التقت في منطقة القوز بدبي ضمن حدث فريد، هو «منتدى القوز للريادة الإبداعية» الذي اختتمت فعالياته مؤخراً، وبات حكاية إلهام متجددة، ومنصة فاعلة ترسم ملامح المستقبل الثقافي، وتقدّم للمواهب الشابة خريطة طريق نحو تحقيق أحلامهم وتحويلها إلى مشروعات اقتصادية مستدامة.
وعبر ورش عمل تفاعلية وجلسات نقاشية ثرية، يفتح المنتدى آفاقاً جديدة أمام المبدعين، ويوفر لهم الأدوات اللازمة في عالم الصناعات الثقافية والإبداعية، ليكون صورة صادقة للنهج الراسخ الذي تتبنَّاه دبي، والتزامها بأن تبقى دوماً عاصمة عالمية للثقافة ومحطة لالتقاء المواهب. المتألقة.
وقالت لبيبة المهيري، تنفيذية استثمار في شركة «إي آند كابيتال»، لـ«البيان»، إن البحث عن المستثمر المناسب يشكّل الخطوة الأولى التي ينطلق منها المبدع نحو تحقيق حلمه باستثمار عمله الإبداعي، مشيرة إلى ضرورة أن تكون الفكرة المطروحة للاستثمار تتميز بالوضوح والقدرة على التغيير إلى الأفضل والدفع إلى مزيد من النجاحات الاقتصادية.
وأكدت أن استراتيجيات الاقتصاد الإبداعي سهّلت كثيراً على المبدعين وفتحت أمامهم الطريق إلى البدء في تأسيس مشروعاتهم في دبي، لافتةً إلى أن هذه التطورات المشهودة خلال السنوات الخمس الماضية أسهمت في اجتذاب شركات أجنبية عديدة وتشجيعها على إنشاء فروع لها في دبي.
وأشادت بالدور المحوري الذي تنهض به هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة) في هذا الجانب من خلال المنتديات الثقافية التي توفر فرصاً حقيقية لالتقاء المبدعين والمستثمرين، منوهة بأن «منتدى القوز للريادة الإبداعية» نجح في الاحتفاء برواد الأفكار الإبداعية واستكشاف العلاقة بين الإبداع والتجارة.
وبينت الفنانة التشكيلية غالية المنصوري، مؤسِّسة استديو كناز للفنون، أن مشروعها، الذي يُعدّ أول استديو فنون متنقل في الإمارات، يضم عدداً من البرامج والورش الفنية في الحرف التقليدية الإماراتية والفنون الجميلة، مؤكدة أن الاستوديو شارك في العديد من المهرجانات وحظي بكثير من الإعجاب والطلب.
وقالت غالية، الحاصلة على بكالوريوس الفنون الجميلة من جامعة زايد وماجستير في تعليم الفنون من معهد شيكاغو للفنون (SAIC): «فزنا بمسابقة القوز للريادة الإبداعية العام الماضي، ونطمح إلى أن يعكس المشروع الأثر الطيب لمجتمع الإمارات في الإبداع بصورة عامة»، موضحة أن الفكرة المبتكرة بهذا الاستوديو هي إمكانية الوصول إلى المستفيدين في أماكنهم، كباراً كانوا أو صغاراً؛ بهدف تعليمهم جوانب مهمة في التراث الأصيل.
ولفتت إلى أهمية أن يسعى المبدع لتحويل عمله إلى مشروع مستدام، بحيث قد يبدأ في صورة إبداع مجاني أولاً، لكنه يحقق أرباحاً في مرحلة لاحقة، مشيرة إلى أن ذلك التوجه يؤدي إلى تطوير العمل الإبداعي من جهة، وتوسيع قاعدة المستفيدين منه من جهة أخرى، كما أنه لا يحد من روعة الإبداع إذا توافر الشغف والوقت الكافي لتنفيذ المشروع بإتقان.
واستعرضت فدوى الخراط، من فريق التسويق في «زوهو»، مشروعهم المبدع الذي يتكوَّن من 55 تطبيقاً إلكترونياً تغطي احتياجات الشركات كافة، مبينةً أن الخدمة تتضمن في البداية تقديم محفظة تحوي رصيداً يبلغ ألف دولار صالحة لمدة عام بصورة مجانية لدعم الشركات الناشئة، بعدها يتم احتساب 10 % رسوم اشتراك.
وأكدت أن التطبيقات جميعها مصممة من جهتهم، وأن لديهم فروعاً وشركاء عديدين لمساعدة الشركات على التحول الرقمي بصورة تدريجية، مشيرة إلى أن التحدي الأبرز الذي يواجه المبدعين في طريق استثمار أعمالهم هو البقاء ضمن حدود الفكرة، وعدم تجاوزها إلى التنفيذ الفعلي الذي يستلزم رؤية ثاقبة.
وأشارت إلى أن «منتدى القوز للريادة الإبداعية» يعزز تواصل أهل الإبداع وخبراء الاستثمار وتبادل المعلومات ذات الصلة بالاقتصاد الإبداعي، مؤكدة أن العمل الدائم المستمر يدفع المبدع في النهاية إلى تحقيق حلمه والاستفادة من مواهبه.