في سن لا يتجاوز السادسة عشرة استطاعت الطالبة ريم إبراهيم الحساوي التميمي أن تخطو أولى خطواتها في عالم الكتابة عبر إطلاق كتابها الأول الذي حمل عنوان «كفاح فتاة»، لتصبح بذلك واحدة من الوجوه الأدبية الصاعدة داخل إحدى المدارس الخاصة في إمارة دبي.

في قصة تعكس روح الجيل الجديد وشغفه بالقراءة وصناعة المحتوى الأدبي، وتكشف في الوقت ذاته عن قدرة الطلبة على تحويل مواهبهم إلى مشروع حقيقي مدعوم بالأسرة والمدرسة والبيئة التعليمية في دبي.

وتروي التميمي أن فكرة هذا الكتاب لم تولد فجأة، بل بدأت حين كانت طالبة في الصف العاشر تجلس في مكتبة المدرسة وتتنقل بين رفوفها بحثاً عن قصص جديدة تلهمها.

وتقول: «كنت أبحث عن حكاية مختلفة، عن قصة تشبه ما نراه في الحياة اليومية. يومها ظهرت لي فكرة كفاح فتاة صغيرة، وعرفت أنني أريد أن أكتبها، حتى لو لم أكن أعرف أن الكتاب سيصل إلى هذا الشكل» وقامت بكتابة المسودة الأولى بخط يدها، ثم أعادت كتابتها مراراً خلال السنوات التالية، إلى أن شعرت أن القصة أصبحت جاهزة للطباعة، خصوصاً بعد أن لاقت تشجيعاً كبيراً من أسرتها ومعلمتها.

وأكدت أن والديها كانا العامل الأهم في تحويل هذه الخطوة إلى واقع، حيث تابعا تطور كتابتها منذ كانت طفلة، ووفرا لها الوقت والمساحة لتطوير أسلوبها.

وتقول: «أبي كان أول ناقد لكتاباتي، وكان يراجع معي الفصول ويطلب مني إعادة صياغة الأفكار. أما أمي، فكانت تؤمن بي بطريقة لا يمكن وصفها، وكانت تقول لي دائماً إن الكتابة صوت يجب ألا يخفت».

وتشير إلى أن وجود هذا الدعم المعنوي هو الذي منحها الثقة لتقتحم عالم التأليف، وتستمر فيه دون خوف من التجربة أو النقد. وتلفت إلى أن بيئة المدارس الخاصة في دبي أصبحت اليوم منصة تحتضن المواهب الشابة، من خلال المكتبات الحديثة، والورش التدريبية، والمسابقات الخاصة بكتابة القصة القصيرة، وبرامج تحفيز الطلبة على القراءة والإنتاج الأدبي.

وتكشف الطالبة أنها تعمل حالياً على إعداد سلسلة جديدة من الكتب القصيرة الموجهة للفتيات في عمرها، تتناول موضوعات قريبة من واقعهن، مثل الثقة بالنفس، وتجاوز الظروف، والحفاظ على الهوية، وإيجاد الطريق رغم العقبات.

وترى التميمي أن الجيل الحالي من الطلبة في الإمارات يعيش في بيئة تشجع على الإبداع بكل أشكاله، سواء في الكتابة أم الشعر أم الرسم أم المحتوى الرقمي، وهو ما يجعل ظهور مؤلفين صغار أمراً طبيعياً وليس استثناءً.

وتقول: «نحن جيل تربى في مدرسة ذكية، وبيئة تعليمية متقدمة، ودولة تؤمن بقدرات شبابها. الكتابة أصبحت مساحة نعبر فيها عن أنفسنا ونقول للعالم من نكون».