كانت القاعة تعج بالتصفيق، غير أن الوجوه كانت مضمخة بشيء من الدهشة، فبين الدموع والابتسامات شعر الجميع بأنهم أمام حكاية انتصرت فيها الروح على الجسد، والرحمة على القسوة، والإيمان على المستحيل.
فيتسلل الألم إلى الوجه والأطراف وتصبح الأنفاس حذرة كأنها تمشي على خيط الضوء. كانت تؤدي صلاتها جالسة على الكرسي، لكنها لم تؤدها بقلب جالس، بل بقلب واقف في وجه الرضوخ والألم.
«تبديل المفاصل هو الحل»، غير أنها اختارت مع أطبائها طريقاً أصعب وأقل خطراً: عملية «تخريم العظام». جلست على الكرسي المتحرك شهرين كاملين، لكن العجلة الدائرة تحتها لم تمنع قلبها من المضي قدماً في الحياة بإصرار وتفاؤل.
وسط الصبر ولدت روايتها «هبة الأمل»، وهي ليست حكاية فتاة تصارع المرض فقط، بل سردية عن كيف يخلق الإنسان الحياة من رمادها، وكيف تصبح الأوجاع مادة الكتابة وجسر التعافي.
حملت صفحات روايتها «هبة الأمل»، كلمات دعم واحتفاء من الأطباء الذين أشرفوا على حالتها والذين رأوا في هبة «قدوة»، و«قصة نور خرجت من قلب الألم»، ونموذجاً لما يمكن للإيمان أن يصنعه حين يذوب الجسد وتبقى الروح صلبة.
ورغم قسوة ما مرت به لم تقف هبة على منصة التوقيع لتحدث الجمهور عن ألمها، بل عن انتصارها، قالت بهدوء امرأة ولدت مرتين: «المرض هو ولادتي الأولى، أما الأمل فهو الثانية»، ثم أضافت: «الحب والدعم يصنعان في الأرواح ما لا تصنعه الأدوية. جئت لأقول لمن يعاني أنت لست وحدك».
