نظمت «هيئة الشارقة للآثار» خلال مشاركتها في فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب، جلستين متخصصتين سلطت خلالهما الضوء على العلاقة الوثيقة بين علم الآثار والسرد التاريخي في توثيق الوجود الإنساني والحضاري على أرض الإمارات، وتناولت الإرث الأثري العريق للدولة.

في جلسة بعنوان «الآثار والتراث بين السرد والتاريخ في دولة الإمارات»، ناقش كل من عيسى يوسف، مدير عام هيئة الشارقة للآثار، والدكتور حمد بن صراي، الباحث في التاريخ والآثار.

مسيرة الاكتشافات الأثرية في الدولة والجهود التي قادت إلى بناء سجل حضاري موثّق يعكس عمق الحضور الإنساني على هذه الأرض. وأوضح عيسى يوسف أن بدايات علم الآثار في الدولة تعود إلى عام 1959 مع أول بعثة دنماركية للتنقيب، لتتواصل بعدها جهود البحث والتوثيق.

وتحدث عن أبرز الاكتشافات الأثرية في الدولة التي تنوعت بين العصور الحجرية والبرونزية. من جانبه، أكد الدكتور حمد بن صراي أن التاريخ الإماراتي يمتاز بتنوّع الحوادث وتجذر الوجود الإنساني على الأرض.

مشيراً إلى أن العقود الخمسة الماضية شهدت تحولات عميقة في المجتمع والهوية والثقافة، وأن الروايات التاريخية والأدبية تسهم في إبراز هذا العمق من خلال القصص والحكايات المستندة إلى أصول علمية ووثائق مادية.

وفي جلسة أخرى بعنوان «المشهد الثقافي لعصور ما قبل التاريخ في الفاية»، استضافت عيسى يوسف، مدير عام هيئة الشارقة للآثار، وخلود الهولي، مدير إدارة التراث الثقافي المادي في الهيئة، وأدارت الجلسة شيخة المطيري، تمّ عرض الفيلم الوثائقي «الفاية»، الذي أتاح للحضور فرصة التعرّف إلى أسرار هذه المنطقة التاريخية الغنية.

وخلال الجلسة أوضح عيسى يوسف أن الحديث عن «الفاية» لا يقتصر على الجبل وحده، بل يشمل المنطقة المحيطة بأكملها، مشيراً إلى أن المنطقة الصحراوية في الفاية تُعد أقدم صحراء مأهولة في العالم حتى الآن. وأوضحت خلود الهولي أن أهمية «الفاية» تتجاوز البعد المحلي إلى العالمي، لأنها تُسهم في فهم أعمق لكيفية انتشار الإنسان القديم من أفريقيا نحو العالم.