«في قلب الحراك الثقافي العربي، تبرز دولة الإمارات العربية المتحدة كمنارة مضيئة تسير بثقة نحو مستقبل أدبي واعد، تنمو الرواية الإماراتية على ضفاف دعم مؤسسي وجهود مجتمعية ترنو إلى التميّز. إنها لحظة تتقاطع فيها الكلمة مع الرؤية، والمبدع مع الحاضن الثقافي، لتتشكل لوحة غنية بالتجارب والآمال»..

هذا ما تؤكد عليه الروائية المصرية نوال مصطفى، موضحة أن المشهد الأدبي في دولة الإمارات يشهد تحوّلاً واضحاً في الاهتمام بالأدب والكتابة، وكيف أن الرواية باتت تحتل موقع الصدارة كأبرز أشكال التعبير الأدبي في الوقت الراهن، مع استمرار حضور الشعر، لا سيما النبطي الذي لا يزال يحتفظ بخصوصيته الثقافية.

شباب ونساء

وفي تصريحاتها لـ«البيان»، تحدّثت مصطفى عن بروز أسماء إماراتية جديدة في مجالات الرواية والقصة والشعر، خصوصاً بين فئة الشباب والنساء، ما يعكس اتساع قاعدة المهتمين بالإبداع الأدبي. كما أكدت أن هناك جيلاً جديداً في الإمارات ينظر إلى الكتابة كمشروع ثقافي طويل الأمد، لا كمجرد هواية عابرة.

وفي هذا السياق، تشير الكاتبة إلى أهمية الدعم المؤسسي الذي توفره جهات ثقافية مرموقة مثل اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ودائرة الثقافة في الشارقة، وهيئة أبوظبي للثقافة، من خلال الجوائز، وورش العمل، والفعاليات المتخصصة. وتؤكد أن هذا الدعم أسهم في خلق مناخ أدبي محفّز ومتكامل، يشجّع على الإبداع ويحتفي بالمنجز الأدبي والكاتب الإماراتي.

وتضيف أن الرواية الإماراتية بدأت تتناول موضوعات أكثر عمقاً، مثل الهوية، والحداثة، والتغيّرات الاجتماعية، ما يفتح المجال أمامها للنقد والتحليل على المستويين الإقليمي والدولي، مشيرة إلى أن الرواية الإماراتية تكتب فصلاً إبداعياً عربياً جديداً.

جوائز أدبية

وعن الجوائز الأدبية، أكدت نوال أن جوائز كبرى مثل: جائزة الشيخ زايد للكتاب، جائزة الإمارات للرواية، الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)، لعبت دوراً محورياً في دعم الكُتّاب الإماراتيين وتعزيز حضورهم العربي والدولي. كما أنها حفّزت الكتّاب في الداخل والخارج على إنتاج أعمال ذات جودة عالية وبأدوات فنية متطوّرة.

كما تنوه إلى أهمية الفعاليات الثقافية الكبرى، مثل «معرض أبوظبي الدولي للكتاب» و«معرض الشارقة الدولي للكتاب»، اللذين أصبحا منصات استراتيجية لعرض الإصدارات الإماراتية والتواصل مع الجمهور والناشرين والمترجمين من مختلف أرجاء العالم.

وتشدّد نوال على أن هذه الفعاليات توفّر بيئة تفاعلية تتيح للكتّاب فرصاً مهنية واسعة، سواء في الترجمة أو الانتشار الدولي، إلى جانب ورش العمل المتخصصة في الكتابة الإبداعية والنقد والنشر، ما يُسهم في تطوير المهارات وتعميق الفهم للصناعة الأدبية.

وفي ختام حديثها، تعبّر الكاتبة نوال مصطفى عن تفاؤلها الكبير بمستقبل الأدب الإماراتي في ظل هذا الزخم الثقافي المتصاعد، وتشير إلى أن التحدي الأكبر في المرحلة القادمة يتمثل في بناء مشروع نقدي حقيقي يواكب الإنتاج الأدبي المحلي، وتعزيز الحضور الخارجي عبر الترجمة والتوزيع العالمي.