تتوالى التقارير الدولية التي ترصد تصدر دبي في المجالات المختلفة، وقد دخلت الإمارة، في السنوات الأخيرة، إلى قوائم الريادة في مجال الصناعات الثقافية والإبداعية، بفضل رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والذي وجه في عام 2019م، بتعيين سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة لهيئة الثقافة والفنون بدبي «دبي للثقافة».

وقد أكد سموه ضرورة العمل على تعزيز الصناعات الإبداعية والثقافية في دبي، لتكون مركزاً عالمياً في المجال، كما في سواه، إذ قال سموه حينذاك، وفي مناسبة توجيهه بتكليف سموها بهذه المهمة، في تغريدة على حسابه الرسمي على موقع «إكس»:

«وجهنا اليوم بتعيين الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد رئيسة لهيئة الثقافة والفنون بدبي.. نريد أن تكون دبي مركزاً ثقافياً عالمياً.. كما هي مركز اقتصادي عالمي.. كل التوفيق لها ولفريقها.. وأنتظر تصوراً جديداً للهيئة خلال شهر».

مرت السنوات بعد ذلك محملة بالإنجازات المتلاحقة في مجال بناء قطاع صناعات ثقافية وإبداعية رائد، إذ اعتنت سموها بهذا الحقل بشكل نوعي، وبات واضحاً على وجه اليقين أن رؤية فارس العرب بأن تكون دبي مركزاً ثقافياً عالمياً، تجد طريقها إلى التحقق السريع، بفعل دعمه اللامحدود، وإنجازات سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد.

باتت دبي تحتل مكانة دولية مهمة في هذه القطاعات، محققة نتائج ملهمة، وقد تصدرت مؤشر عدد مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر في الصناعات الثقافية والإبداعية لعام 2024، وفقاً لتقرير «إف دي آي ماركتس» الصادر عن «فايننشال تايمز»، المصدر الأبرز عالمياً لبيانات مشاريع الاستثمار المباشر الجديدة، ولتصنيف بيانات «مجموعة الصناعات الإبداعية» التابع للتقرير ذاته.

وذلك للسنة الثالثة على التوالي. كما حافظت دبي على مكانتها أفضل وجهة عالمية في استقطاب مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة في الصناعات الثقافية والإبداعية للسنة الثالثة على التوالي، وذلك من بين 233 مدينة تم تصنيفها ضمن التقرير، متفوقة على مدن عالمية مهمة مثل:

لندن، وسنغافورة، وجاءت هذه النتائج إثر رصد أداء الإمارة في القطاعات الفرعية التي تندرج ضمن منظومة الصناعات الثقافية والإبداعية، كما نجحت الإمارة في استقطاب 971 مشروعاً في قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية خلال عام 2024.

وارتفاع إجمالي تدفقات رؤوس أموال مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر في القطاع إلى 18.86 مليار درهم، ما أسهم في توفير 23517 فرصة عمل جديدة في القطاع. وهو ما ينبئ بحيوية الاقتصاد الإبداعي في دبي، وآفاقه المستقبلية الكبيرة.

ومن المهم الإشارة هنا إلى أن دبي بهذه الأرقام تفوقت على مدن وحواضر عالمية عريقة في الميدان، ومنها الكثير التي عملت منذ عقود على بناء اقتصاد إبداعي، ووظفت موارد هائلة في ذلك.

أهداف طموحة

تعكس هذه الإنجازات كفاءة أطر دبي القانونية والتنظيمية، إلى جانب حيويتها الإبداعية، وأيضاً قوة بنيتها التحتية المهيئة للمستقبل، والرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة، التي تصنع المستقبل وتصممه، والتي حددت له مسارات بأهداف طموحة، تضمنتها أجندة دبي الاقتصادية (D33) واستراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي.

وبطبيعة الأمر يرسم الحصاد المحقق في المجال، صورة واضحة حول الأثر الاقتصادي المباشر لهذه الاستثمارات في تعزيز اقتصاد إبداعي أكثر شمولاً وتنافسية وابتكاراً، في دبي، المركز العالمي البارز بالصدد.

تحول جوهري

إن هذه الإنجازات التي تحققها دبي تمثل تحولاً جوهرياً على المستوى العربي في التعامل مع الثقافة، وتقديم نموذج ريادي في تحويل الإبداع قيمة اقتصادية، لها عوائدها ومردوداتها.

خليل عبدالواحد

وقال الفنان خليل عبدالواحد، مدير إدارة الفنون التشكيلية في هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، إن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، جعلت من دبي نموذجاً فريداً للفن والثقافة.

وجمعت سياقات الفن وأبرز الفنانين من مختلف أنحاء العالم، حتى باتت تتصدر مراكز متقدمة في العديد من التقارير العالمية، وهو ما لم يكن ليتحقق لولا التخطيط الذي تحظى به الإمارة من قبل قادتنا، ما جعلها، بكل فخر، تصبح أيقونة عالمية في مجال الاقتصاد الإبداعي، وقبلة سياحية واقتصادية في الفن بكل أبعاده وأشكاله.