حققت الطالبة البريطانية ماهنور شيما إنجازاً استثنائياً بتفوقها في 23 مادة A-Level بدرجات (A وA*)، متجاوزة معدل معظم أقرانها الذين يكتفون بثلاث مواد فقط. وتألقت ماهنور البالغة من العمر 18 عاماً، والحاصلة على معدل ذكاء 161 (أي أعلى بنقطة من العبقري البريطاني الشهير ستيفن هوكينغ)، لتحصل على قبول غير مشروط لدراسة الطب في جامعة أكسفورد العريقة، محققة بذلك حلمها الذي انتظرته منذ الطفولة.

ورغم الشكوك التي رافقتها، إذ خضعت ماهنور للاستجواب في مدرستها بشمال غرب لندن بشأن غيابها المتكرر لحضور الاختبارات، إلا أنها أصرت على اجتياز أكبر عدد من المواد، إذ رغبت بداية في إتمام 31 اختباراً كاملاً، قبل أن تتوصل المدرسة معها إلى حل وسط وتسمح لها بدراسة 23 مادة دفعة واحدة.

هذا المعدل يمثل أكثر من سبعة أضعاف ما يدرسه الطالب العادي، ورغم حجم التحدي أكملت ماهنور حتى المثابرة لتحصل خلال أول شهرين من المرحلة السادسة على أربع علامات (A*).

وشملت المواد التي امتحنت فيها علم الإدارة البيئية، والعلوم البحرية، واللغة الإنجليزية، ومهارات التفكير، إلى جانب علم النفس، الاجتماع، القانون، المحاسبة، الاقتصاد، اللغات، ومواد العلوم والرياضيات وفنون السينما.

الإرهاق خيار

لا ترى ماهنور أن هذا الضغط يمثل عبئاً عليها، معتبرة أن فلسفتها تقوم على أن "الإرهاق خيار، وليس قدراً"، قائلة: "لو اكتفيت بثلاث مواد فقط لشعرت بالملل"، وتؤكد أن الدافع والشغف بالدراسة هما المحرك الأكبر لها، وأنها "لو لم تحصل على القبول في أكسفورد من المحاولة الأولى، لأعادت الكرَّة".

وكشفت والدتها طيبة شيما، الحاصلة على ماجستير في الاقتصاد، أن نبوغ ماهنور ظهر باكراً؛ إذ قرأت كل سلسلة "هاري بوتر" وهي في السادسة من عمرها، وبحلول سن الحادية عشرة كانت تحفظ معجم أكسفورد الإنجليزي عن ظهر قلب.

وقد أثبتت ماهنور ذكاءها المذهل في إنجاز الاختبارات، حيث أحرزت درجات A* في مواد مثل القانون والتاريخ، وأكملت أخيراً مؤهلات إضافية في الفرنسية والفيزياء.

ورغم ضخامة حجم الإنجاز، كانت واثقة من نفسها للغاية بقولها: "لم أتصور يوماً ألا التحق بأكسفورد، ولو فشلت كنت سأعيد التقديم فوراً".

إنجاز ماهنور الجديد يضعها في مصاف ألمع العقول البريطانية، ويجعلها نموذجاً للاستثنائية والانضباط الدراسي في الجيل الجديد.

جدير بالذكر أن نسبة من حصلوا على درجتي A/A* في بريطانيا هذا العام وصلت إلى 28.3% فقط.