وتجلس الطفلة لينا، ذات السنوات العشر، في زاوية هادئة من مكتبة عامة، تمرّر أناملها الصغيرة على صفحات كتاب مطبوع بطريقة برايل، تكتشف من خلاله قصة عن النجوم.
رغم أن لينا لا تبصر، إلا أن الكلمات ترتسم بوضوح في ذهنها، تقرؤها بحماس وتعيش تفاصيلها بخيالها الواسع.
وفي أحد المخيمات، وعلى بُعد آلاف الكيلومترات من وطنه، يقف مالك، فتى لاجئ يبلغ من العمر اثني عشر عاماً، عند مدخل خيمته وهو يحتضن كتاباً يروي قصة خيالية عن مدينة غامضة تحت أعماق البحر. منذ أن غادر مدينته، خسر مالك كل ما يملك، ولم يتخيّل أن تعود إليه متعة القراءة. لكن وصول مكتبة متنقلة إلى المخيم منح يومه معنى جديداً، وربما أعاد رسم ملامح مستقبله.
قصتا لينا ومالك تختصران رؤية «مؤسسة كلمات»، التي تركّز جهودها على ضمان وصول الكتاب إلى كل طفل. مبادرة «أرى» كانت السبب وراء امتلاك لينا كتابها الأول بطريقة برايل. أما مالك، فقد كان أحد المستفيدين من مبادرة «تبنَّ مكتبة».
وقالت: «تعمل المؤسسة، بالتعاون مع شركاء محليين ودوليين، على توفير حلول تعليمية مستدامة تضمن وصول الكتب إلى الفئات الأكثر احتياجاً، بما يشمل الأطفال من ذوي الإعاقات البصرية، واللاجئين، وسكان المناطق النائية».
