«عملتُ لسنوات ضمن تخصّصي في علم البيئة في ما يتعلّق بالخفافيش، منغمسةً تماماً في جمع البيانات، قادتني أبحاثي حول الحفاظ على خفافيش الكهوف إلى أماكن نائية، كنتُ أزحفُ عبر الكهوف خلف الخفافيش. حينها كان التقاط الصور يُعد تشتيتاً للانتباه عن أبحاثي.
قبل عامين، تركتُ العالم الأكاديمي للعمل في مجال التواصل العلمي في مركز GENUS بجامعة ويتواترسراند في جوهانسبرغ. واليوم أعمل مع الباحثين وأساعدهم على إضفاء الحيوية على علومهم من خلال قصصٍ مُقنِعة وتُشكِّلُ الصور الفوتوغرافية جانباً أساسياً من هذا العمل».
جاء هذا التصريح على لسان ماريتي فان دير فالت خبيرة التواصل العلمي واختصاصية إيكولوجيا الخفافيش المنشور في دورية Nature، والذي عدت فيه أن «العلم لا تُخلّده المنشورات البحثية فقط! بل يجب أن يكون حاضراً في القصص والصور والعلاقات الشخصية التي نُنشئها مع الناس».
«فالت» تمنَّت العودة بالزمن لتلتقط صوراً لتجاربها الميدانية الواسعة، فهي تعد الصور أدواتٍ لا تُقدَّر بثمن وتستمدُّ قيمتها من قوتها التشاركية مع الجمهور، وتصف العديد من الباحثين بأنهم يفشلون في إدراك قيمة التصوير في توثيق أعمالهم ومنحها الامتداد الجماهيري والإعلامي اللازم.
تقول «فالت»: بدأتُ بالتقاط صورٍ لكل شيء أثناء عملي الميداني لتوثيق جَمَالياته وزخمه وتفاصيله، حينما عدتُ إلى منزلي في جوهانسبرغ، انبهرت عائلتي وأصدقائي بالقصص المصوّرة! فمن خلال عدستي شاهدوا مناظر طبيعية خلابة وظروفاً قاسية، وبعض الخفافيش اللطيفة، لقد شعرتُ بأن عملي ارتقى لنسقِ تواصلٍ مع الناس بطريقةٍ لم تكن البيانات وحدها قادرةً على تحقيقها.
فلاش
العِلم والصورة.. إعجابٌ مُتبادلٌ لنفع البشرية
جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي
www.hipa.ae
