حققت أوركسترا «أوبرا فرساي الملكية»، نجاحاً لافتاً بأول حفلة لها بمدينة نيويورك الأمريكية، في إحياء فرنسا القرن السابع عشر بقلب وول ستريت.
استمتع الجمهور النيويوركي، مساء الاثنين الماضي، في متجر «برينتان» في الطرف الجنوبي من مانهاتن، بعرض مميز بعنوان «قضية السموم»، يتناول اكتشاف الزرنيخ في الماضي، وهو سم لم يكن ممكناً وقتها رصد وجوده.
ولإضافة لمسة مميزة إلى هذه الرحلة عبر القرون الماضية، ارتدى أفراد الجمهور -مثل الفنانين- مشدات حريرية، وأغطية رأس من الريش، أو سوى ذلك.
وتتمحور القصة حول كاترين دوشيه أو مدام «لا فوازان»، وهي قابلة وساحرة و«شخصية غامضة» كانت «تبيع السموم ومسحوق السحر» -على حد شرْح مبتكر العرض أندرو أوسلي.
وكانت حلقة الوصل في قضية كبرى «تعود تداعياتها إلى عهد لويس الرابع عشر وأجواء قصره»، وهي مؤامرة تنافست فيها الدوائر المقربة، إذ استُخدمت حيل قذرة وصلت إلى حد جرائم قتل.
وهزت فضيحة التسميم هذه فرنسا من عام 1676 إلى عام 1682، وحوكم فيها العشرات، من بينهم الماركيزة دو مونتيسبان، القريبة من لويس الرابع عشر، لدرجة أن الأخير أمر بإتلاف وثائق دامغة لحمايتها.
وقال أندرو أوسلي: «هذه القضية تُذكر -حسب رأيي- بعصرنا الراهن، بالفساد الذي يمكن أن يتخفى خلف ستار الترف والثراء عندما يكون خالياً من التعاطف والإنسانية».
وتحيي أوركسترا «أوبرا فرساي الملكية»، التي تأسست عام 2019، مجموعة حفلات -في الوقت الراهن- ضمن جولة في الولايات المتحدة، وسبق أن قدمت عروضاً في مهرجان وادي نابا المرموق في غرب كاليفورنيا قبل أن تحط رحالها في نيويورك.
ويعزف عازفو هذه الفرقة المتخصصة في موسيقى القرنين السابع عشر والثامن عشر، على آلات موسيقية تنتمي لتلك الحقبة.
ويدير أندرو أوسلي جمعية «ديث أوف كلاسيكل» Death of Classical، أي «موت الموسيقى الكلاسيكية» التي تنظم حفلات موسيقية في أماكن غير مألوفة أو غير متوقعة، نحو: سراديب مقبرة غرينوود في بروكلين، أو كما حدث هذا الأسبوع في واجهة متجر بوول ستريت. وقال أندرو إنه يسعى إلى «محاربة الظلام الذي يبدو أنه يسيطر على عالمنا».
