سيرة إبداع واجتهاد إماراتية تحمل بصمات دبي، أهّلتها لتضطلع بمسؤوليات رفيعة، هذه هي الدكتورة ليلى فريدون، الرئيسة التنفيذية في «أكاديمية الاقتصاد الجديد»، التي شغلت منصب الأمينة العامة في «جائزة حمدان بن محمد للابتكار في إدارة المشاريع»، ورئيسة فرع معهد إدارة المشاريع في الإمارات، ورئيسة «منتدى دبي لإدارة المشاريع»، ولكنها لفتت الانتباه بأفكارها حول التنمية الذاتية، وكتابها الصادر في هذا الاتجاه.
التقينا الكاتبة المشغولة بالتكنولوجيا والإدارة والاقتصاد والتحول الرقمي، لنسألها في هذا اللقاء عن نشاطها في مجال الكتابة، فكان الحوار التالي، الذي أكدت فيه فريدون أن لديها إصدارين لكتاب صدر بلغتين، الإصدار الأول باللغة الإنجليزية (2019).
والثاني بالعربية في نفس العام، والكتاب بعنوان: «هكذا وجدت جانبي المشرق»، وهو يقع في مجال التنمية الذاتية، ويدور حول كيف يحقق الإنسان طموحاته وذاته، بما يتناسب مع أحلامه وقدراته، وبما يناسبه، وعملياً يقدم الكتاب للقارئ أربع طرق تمكنه من تحقيق أحلامه وأهدافه.
وحول مصادرها في استنباط هذه الطرق، قالت فريدون: «اعتمدت على تجاربي الخاصة في الحياة وما مررت به، وما يمكن أن يكون قصصاً ملهمة من اللحظات الملهمة في حياة الإنسان أن يدرك أن مجريات حياته هي تجارب يمكن أن يشترك معه بها كثيرون دون أن يعرفهم أو يعرفوه.
الإنسان كائن فريد لديه ما يكفي من الترابط ليكون على اتصال مع الآخرين، لذا يهمه أن يضع تجاربه بين أيديهم، ويهتم بأن يتأمل تجاربهم الخاصة».
سألنا ليلى فريدون عن تجربتها في ترجمة كتابها الخاص من الانجليزية إلى العربية، فلفتت إلى أن حرية الكاتب المترجم، الذي يترجم عمله الخاص، أوسع من حرية المترجم الخارجي، الذي لا يملك النص ولا أفكاره.
وقالت: «الأمر ليس ترجمة بالمعنى المتعارف عليه، لم أترجم الكتاب بالمعنى اللغوي والحرفي، ولكني نقلته إلى الثقافة العربية، وتقريباً أعدت كتابته بالعربية ليكون كتاباً عربياً وهذا مهم، أن يكون الكتاب عربياً وليس مجرد كتاب مترجم، بحكم شخصية مؤلفته، وبيئة التجربة التي يتحدث عنها بمعنى أن الكتاب هو نفسه، ليس على مستوى اللغة وأسلوبها، ولكن بمعنى المحتوى والمضمون».
حس العطاء
وحول كيفية دخولها مجال التأليف في التنمية الذاتية، أشارت ليلى فريدون إلى أنها نتيجة مشاركاتها في العديد من المؤتمرات التي تحدثت فيها عن الريادة والقيادة، وكيف يمكن أن يكون الإنسان قيادياً، صاحب رؤية وقرار، كانت تشعر على الدوام بأن عليها أن تكون ممتنة، وأن تفيد المجتمع بما ادخرت من معرفة وتجارب، وقالت:
«الإنسان يكتسب المعرفة بفضل مجتمعه ودولته، وفي النهاية ينمو لديه حس العطاء، ووجدت أن تجربتي قد تكون شيئاً جديراً بالاهتمام، وحدث هذا حينما تحدثت في واحد من المؤتمرات في روما.
حينما انتهيت تقدّمت مني شابة سعودية واحتضنتني وعبرت بانفعال عن تأثرها بتجربتي وما حققته، وبنشاطي وما أقوله، وراحت تسألني عن كيف استطعت ذلك، لحظتها أدركت نهائياً أن تجربتي ليست ملكي، فقررت الكتابة في هذا المجال».
وحول فكرة الكتابة بلغة بديلة هي الإنجليزية.. وسبب كونها خياراً للكاتبة، قالت: «كتبت بالإنجليزية لأن ذلك أسهل لي، لأن دراستي كانت بالإنجليزية.
وبيئة عملي تتحدث الإنجليزية، ومحيطي يشاركني الحديث بهذه اللغة، وعلى نحو ما أجيد التعبير عن نفسي بها على نحو أفضل، وأشعر أنني مرتاحة في التعبير بها، ومع ذلك وصلت إلى لحظة شعرت بأن عليّ أن أُظهر الكتاب الذي أصدرته باللغة العربية التي لا غنى عنها.
فبغضّ النظر عن كوننا نتحدث هذه اللغة أو تلك، إلا أن العربية هي لغة ثقافتنا وهويتنا الوطنية، ومن هنا كنت حريصة ليس على أن تكون هناك ترجمة لغوية للكتاب، بل أردت أن تكون منه نسخة عربية أصلية، لهذا لن أخطئ إن اعتبرت أن لديّ كتابين».
اتجاه آخر
وأكدت فريدون أن كتابها المقبل سيأتي باللغة العربية، فقد اكتشفت من خلال نقل كتابها من الإنجليزية، وإنتاج نسخة عربية منه علاقتها الوجدانية والوطنية بلغتها الأم: العربية.
وأوضحت أن مشروعها القادم لن يكون في مجال التنمية الذاتية، بل في اتجاه آخر تماماً، إذ قالت: «سيصدر لي كتاب قريب موضوعه التحول الرقمي، يتناول حيثيات عملية التحول ومقتضياتها، طبعاً على المستوى المؤسساتي والفردي معاً، لأننا في واقعنا الراهن نواجه هذا التحدي جميعاً، مؤسسات وأفراداً».