شهدت الساحة الفنية خلال الفترة الأخيرة جدلاً متزايداً حول مشاركة النجوم في الإعلانات التجارية، حيث يرى البعض أن هذه المشاركات تمثل وسيلة طبيعية لاستثمار نجومية الفنان، في حين يعتبرها آخرون عاملاً قد ينتقص من قيمته الفنية إذا لم تدار بحذر.
ففي الوقت الذي أصبحت فيه الإعلانات جزءاً أساسياً من سوق الفن والإعلام، يرى العديد من النقاد أن الإقبال الكبير من النجوم عليها ربما يسيئ إلى صورتهم، خصوصاً إذا تحولت إلى مجرد وسيلة ترويجية متكررة، أو في حال تنقل بعضهم بين علامات تجارية متنافسة.
وفي المقابل، يؤكد مؤيدو هذه المشاركات أن الإعلانات حق مشروع للفنان، وأنها جزء من منظومة الشهرة العالمية المعروفة في كل أنحاء العالم.
وبين هذين الاتجاهين المتباينين، تبرز قضية التوازن بين الحفاظ على قيمة النجومية وبين الاستفادة من الفرص الإعلانية، وهو ما دفع «البيان» إلى استطلاع آراء ناقدين فنيين حول هذه الظاهرة.
وتؤكد الناقدة فايزة هنداوي أن مشاركة النجوم في الإعلانات أمر طبيعي جداً، ويمارسه الفنانون في جميع أنحاء العالم.
حق مشروع
وتقول لـ «البيان»: «الإعلانات جزء من استخدام النجومية، فالنجم يفيد الشركات التي تستغل حب الناس له وثقتهم فيه». وترى هنداوي أن الإعلانات حق مشروع للفنان، بشرط أن يختار الفنان بعناية ما يقدمه، وألا يبالغ في تكرار الظهور، لأن ذلك قد يفقده بريقه وتأثيره لدى الجمهور.
وتوضح هنداوي أنه لا يصح أن يتنقل النجم بين منتجات متنافسة، كأن يشارك في إعلان لإحدى شركات الاتصالات هذا العام، ثم يظهر في إعلان للشركة المنافسة في العام التالي.
من جانبه، يعتبر الناقد أندرو محسن أن مشاركة النجوم في الإعلانات تمثل «مصلحة متبادلة» بين الطرفين، فالنجوم يحققون مكاسب مالية كبيرة، بينما تستفيد الشركات من شهرتهم وأسمائهم اللامعة في السوق.
ويضيف محسن في تصريحه لـ «البيان»: «أتمنى أن تقل نسبة الاعتماد على النجوم في الإعلانات قليلاً، وأن تفسح الساحة لوجوه جديدة وموهوبة يمكن أن تشق طريقها عبر هذه الصناعة».
