أعلنت هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، ومؤسسة بارجيل للفنون، عن تنظيم المعرض الاستعادي الكبير «شهود التغيير»، ويستمر حتى 30 يونيو المقبل في متحف الاتحاد، ويضم المعرض الاستعادي الذي يستعرض نمو الهوية الفنية في دولة الإمارات العربية المتحدة على مدى خمسة عقود، حوالي 60 عملاً فنياً من مقتنيات مؤسسة بارجيل للفنون، تحمل بصمات نخبة من الفنانين الرواد والمعاصرين الذين عاشوا وعملوا في الدولة منذ عام 1971.

وتوثّق هذه الأعمال، من خلال الرسم والتصوير الفوتوغرافي والنحت الفني والوسائط المتعددة، مسيرةَ الفن المحلي وتحوّلاته، فيما يقدم المعرض حواراً ملهماً بين أجيال مختلفة من الفنانين الإماراتيين والمبدعين من سوريا والعراق وفلسطين ومصر وتونس والجزائر والبحرين.

وتتنوّع الأعمال بين لوحات المناظر الطبيعية الأولى، وتجارب التجريد والحروفيات والتوثيق العمراني، بما يعكس تطوّر مفاهيم الهوية الوطنية والذاكرة الجماعية عبر الزمن.

من جهة أخرى، أبرمت «دبي للثقافة» مذكرة تفاهم مع مؤسسة بارجيل للفنون، بهدف توسيع آفاق التعاون، وتفعيل قنوات التواصل المشتركة لإيجاد منظومة متكاملة، تعزز الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص.

وتنص المذكرة على تبادل الطرفين لأفضل الخبرات والتجارب في مجالات علم المتاحف، وتصميم وإدارة المعارض المؤقتة، واستضافتها في مختلف أصول الهيئة ومرافقها الثقافية والتراثية، إلى جانب إعداد وتطوير البرامج التعليمية والبحثية التي تسلط الضوء على الممارسات الفنية، والتوثيق، والتقييم الفني، وتشجيع نشرها من خلال القنوات المتاحة لدى الجانبين، فضلاً عن تبادل المقتنيات، وإبرازها وعرضها أمام الجمهور.

وأشارت منى فيصل القرق المدير التنفيذي لقطاع المتاحف والتراث في «دبي للثقافة»، إلى أهمية المعرض الفني، ودوره في توثيق التحوّلات الاجتماعية والاقتصادية والعمرانية السريعة التي شهدتها دولة الإمارات خلال العقود الخمسة الماضية.

وقالت: «يُعد المعرض مساحة فنية ملهمة، تجمع خبراء المتاحف والفنانين في متحف الاتحاد، ليشكل ذلك حدثاً رمزياً بارزاً، يسلط الضوء على المشهد الفني المحلي، ويجسد تلاقي الإرث الثقافي مع روح الابتكار والرؤية المستقبلية، بما يعكس ريادة دبي وجهة عالمية لاستشراف مستقبل قطاع المتاحف»، لافتةً إلى أن المعرض يعكس التزام «دبي للثقافة»، ومسؤولياتها الهادفة إلى تعزيز تفاعل الجمهور مع الفنون، وجعل الثقافة في متناول الجميع، وترسيخ مكانة دبي مركزاً عالمياً للثقافة، وحاضنة للإبداع، وملتقى للمواهب.

يذكر أن مؤسسة بارجيل للفنون، التي أسّسها الكاتب والباحث الشيخ سلطان سعود القاسمي في الشارقة عام 2010، تُعد من أبرز المؤسسات التي أسهمت في حفظ وترويج الفن الحديث والمعاصر من العالم العربي.

وقد شاركت المؤسسة بأعمالها في أكثر من 40 مدينة حول العالم، وأعارت مقتنياتها لأكثر من 160 مؤسسة ومتحفاً دولياً.

قال الشيخ سلطان سعود القاسمي مؤسّس مؤسسة بارجيل للفنون: «يسعدنا التعاون مع «دبي للثقافة»، للاحتفاء بخمسة عقود من الفن في دولة الإمارات، من خلال معرض «شهود التغيير»، الذي يشكّل دعوة للتوقف والتأمّل في إرثنا الثقافي الغني، الذي أسهم في تشكيله نخبة من الفنانين الرواد والناشئة من مختلف أنحاء الدولة.

كما يتيح هذا التعاون للجمهور فرصة اكتشاف مجموعة واسعة من الأعمال من مقتنيات مؤسسة بارجيل للفنون، من بينها أعمال تُعرَض أمام الجمهور للمرة الأولى».

من جانبه، قال رامي حمص، القَيّم الفني في مؤسسة بارجيل للفنون، والقَيّم المشرف على معرض «شهود التغيير»: «يسعدنا أن نقدم معرضاً يستند إلى منهجيتنا القائمة على التوازن بين الجنسين، ما يؤكد التزامنا بإبراز إسهامات المبدعات في رفد الحركة الفنية المحلية، ومن بينهن نجاة مكي، وابتسام عبد العزيز، وعفراء الظاهري، اللاتي أسهمن في تشكيل المشهد الفني الإماراتي خلال هذه العقود التأسيسية».