واستعرض يوسف القاسمي، خلال الورشة، أنواع التصوير الفلكي، والفروقات بين التصوير بالمجال الواسع مثل تصوير مجرة درب التبانة ومسارات النجوم، والتصوير بالمجال العميق، الذي يشمل تصوير السدم والمجرات البعيدة والكواكب.
وتطرق إلى أهمية العوامل المؤثرة في جودة الصور، وتقنيات المعالجة الرقمية، التي تسهم في إبراز التفاصيل الدقيقة للأجرام السماوية.
وأضاف: «يعد التصوير الفلكي وسيلة فعالة لنشر الوعي العلمي، ويسهم في ترسيخ حضور علوم الفضاء في ذاكرة الأجيال الجديدة من خلال تجربة بصرية مباشرة، كما أُثني على دور مكتبة محمد بن راشد في تمكين المجتمع من أدوات المعرفة والاستكشاف، بما ينسجم مع رؤية الإمارات لبناء اقتصاد معرفي قائم على الابتكار والعلوم، ولكي نضع حجر الأساس في مجال التصوير الفلكي لا بد من وجود ثلاثة مفاتيح، وهي الموهبة والاجتهاد والشغف، كي تكون مصوراً وراصداً في الوقت ذاته».
وبالحديث عن التحديات أضاف يوسف القاسمي: «هناك تحديات أمام المصور الفلكي في هذه الرحلة، أبرزها التلوث الضوئي، والظروف الجوية المتقلبة في بيئتنا الصحراوية، إلا أن الحلول الممكنة هي الابتعاد عن المدن الكبيرة، واللجوء إلى المناطق النائية البعيدة، حيث تتوفر الظلمة الطبيعية، إلى جانب اختيار الليالي الصافية، لرصد السماء في أجمل حالاتها، والتقاط صوراً تنبض بسحر الكون».
وخلال الورشة تعلم المشاركون المبادئ التقنية الأساسية لهذا النوع من التصوير، مثل إعدادات الكاميرا المناسبة لتصوير درب التبانة، بما في ذلك سرعة الغالق، التي تتراوح بين 10 إلى 30 ثانية، والبعد البؤري من 14 إلى 24 ملم، وفتحة العدسة الواسعة (F2.8 – F3.5)، بالإضافة إلى استخدام حساسية ISO العالية (1000 إلى 3200) للحصول على صور واضحة ومفصلة في بيئة الإضاءة المنخفضة.
وتطرقت الورشة إلى المعدات المطلوبة للتصوير الفضائي، مثل العدسات ذات الزاوية العريضة والحوامل الثلاثية لتصوير المجال الواسع، إلى جانب أجهزة تتبع النجوم والتلسكوبات اللازمة لتصوير المجال العميق.
وسلط المدرب الضوء على برامج رقمية مجانية مثل SEQUATOR، والتي تستخدم لدمج الصور وتحسين تفاصيلها وخفض التشويش، والمساعدة في إنتاج صور عالية الجودة للنجوم والمجرات.
وعرض المدرب مجموعة من التلسكوبات والكاميرات المختلفة والمعدات الفلكية الحديثة، موضحاً خصائص كل منها واستخداماتها المتنوعة في التصوير الفلكي، سواء لرصد الكواكب أو السدم أو الأجرام السماوية البعيدة، بالإضافة إلى شرح الفروقات بين العدسات والتلسكوبات، وكيفية اختيار الجهاز الأنسب حسب نوع التصوير والموقع، وتوفر العوامل البيئية.
