تسارع شركة SpaceX بقيادة الملياردير الأمريكي إيلون ماسك جهودها لتحقيق حلم البشرية في الاستيطان على كوكب المريخ، مع توقع جريء بأن البشر قد يعيشون على الكوكب الأحمر في وقت أقرب مما كان متوقعا، ويعتمد المشروع على تطوير صاروخ Starship، الذي يعد الأكبر والأقوى على الإطلاق، والمصمم ليكون قابلاً لإعادة الاستخدام الكامل، ما يقلل بشكل كبير التكاليف المرتبطة بالسفر بين الكواكب.

وفي مقابلة حديثة خلال قمة All-In Summit، أوضح ماسك أن المستوطنة المريخية لن تقتصر على مجرد وصول البشر، بل ستتطلب شحن كميات هائلة من البضائع لإنشاء المساكن، ومرافق إنتاج الغذاء، والبنية التحتية اللازمة للحياة.

وأكد أن نجاح المشروع يعتمد على زيادة عدد الحمولات المرسلة إلى المريخ خلال كل نافذة انتقالية تحدث كل 26 شهرا، عندما يكون كوكب الأرض والمريخ في أفضل توافق للسفر بينهما بأكبر كفاءة، وفقا لموقع dailygalaxy.

ويمكن لكل إطلاق من صاروخ Starship نقل أكثر من 100 طن من البضائع إلى المدار، بما يشمل أنظمة دعم الحياة ومواد البناء ومعدات إنتاج الغذاء، وهو ما يجعل الرحلات المتكررة إلى المريخ أكثر عملية واقتصادية. ويعتقد ماسك أن تطوير القدرة على إعادة الاستخدام الكامل للصاروخ سيكون علامة فارقة في استكشاف الفضاء واستيطان المريخ.

واعتبر ماسك أن أحد أكبر التحديات التقنية يتمثل في تطوير الدرع الحراري لصاروخ Starship، بحيث يتحمل الحرارة الشديدة الناتجة عند دخول الغلاف الجوي للأرض بعد كل رحلة، دون الحاجة لإصلاحات طويلة كما كان الحال مع مكوك الفضاء الأمريكي.

ويعمل مهندسو SpaceX على تصميم درع حراري خفيف وقوي يمكن استخدامه مرارا دون أن يتعرض للتلف، ما يمثل خطوة أساسية نحو الرحلات المستمرة إلى المريخ.

ومع ذلك، الهدف الأكبر لا يقتصر على نقل البشر، بل على إقامة مستعمرة مريخية مكتفية ذاتيا، قادرة على العيش دون الاعتماد على الإمدادات من الأرض. ويشير ماسك إلى أن هذه الاستراتيجية تُعزز فكرة الاستمرارية الكوكبية، التي تضمن بقاء البشرية حتى في حال تعرض الأرض لكوارث طبيعية أو تهديدات وجودية.

ويستلزم بناء مستعمرة مستقلة تقنيات متقدمة لإنتاج الغذاء والطاقة والتصنيع، بما في ذلك استخدام غلاف المريخ الجوي لتوليد الوقود، وبناء البنية التحتية اللازمة لدعم الحياة، وتطوير أنظمة لإنتاج الموارد الأساسية مثل الشرائح الإلكترونية وأجهزة الكمبيوتر والصواريخ، والتي تعتبر ضرورية لضمان استمرارية المستعمرة على المدى الطويل وتحقيق التقدم التكنولوجي.

وبحسب توقعات ماسك، يمكن أن يتحقق هذا المشروع الطموح خلال 30 عاما، شريطة زيادة الشحنات المرسلة إلى المريخ بشكل كبير خلال كل نافذة انتقالية، مما يجعل حلم الاستيطان البشري على الكوكب الأحمر أقرب من أي وقت مضى.