تشارك مؤسسة الشارقة للفنون في مهرجان إيمامي آرت للأفلام التجريبية، الذي ينطلق غداً ويستمر حتى 14 الجاري في مدينة كلكتا بالهند، حيث تقدم مجموعة من الأفلام المميزة التي عُرضت خلال الدورة السابقة من منصة الشارقة للأفلام.

وتأتي هذه المشاركة ضمن برنامج «مونتاج منصة الشارقة للأفلام»، الذي يسعى إلى توسيع نطاق حضور الأفلام خارج الشارقة، وتقديمها إلى الجمهور في مختلف أنحاء العالم، حيث يركز البرنامج في مهرجان إيمامي على مواقع في البحرين وقطر واليمن وفلسطين، عبر مجموعة من الأفلام القصيرة التي تستكشف الذاكرة الشخصية والجماعية من خلال تجليات الحزن والمقاومة والرعاية.

وتضم قائمة الأفلام كلاً من: «بر سار» للمخرج محمد جاسم الذي يصور تحول مضمار لسباق الحمير إلى فضاء للتوتر المجتمعي بين الأجيال. أما «ما بعد» إخراج مها الحاج، فيتأمل الحزن العائلي الذي شكّلته تجربة النفي السياسي، في حين يرصد فيلم «لستة الماجلة» إخراج تقوى علي ناصر، مقاومة شاب لتوقعات أسرته ومجتمعه.

ويستند فيلما «ثم يحرقون البحر» إخراج ماجد الرميحي و«لا ترتاح كثيراً» إخراج شيماء التميمي، إلى أرشيفات شخصية وعائلية لاستكشاف قضايا الذاكرة والغياب والنزوح.

تقدم هذه الأفلام مجتمعة رؤية حميمة وواسعة لمعنى الانتماء، وتدعو المشاهدين، من خلال أفعال رقيقة ومقاوِمة عميقة الجذور، إلى التفكير في قدرة السينما على صون ما يُترك غالباً دون بوح.

قيمة

جدير بالذكر أن منصة الشارقة للأفلام هي مهرجان سنوي للسينما المستقلة وصناعة الأفلام التجريبية. وتمتد المنصة لعشرة أيام، وتتضمن مجموعة من الأفلام الإقليمية والدولية، وجلسات حوارية مع المخرجين والعاملين في قطاع السينما، وورشاً ولقاءات تفاعلية، وتقام أساساً في سينما الهواء الطلق «سراب المدينة» في الحي التاريخي في الشارقة.

وتحقق مؤسسة الشارقة للفنون نجاحات نوعية في مضامير السينما، عبر المهرجان، إذ تبرز أحدث الإنجازات السينمائية لصناع الأفلام والفنانين من جميع دول العالم، والأعمال الكلاسيكية الملهمة من المنطقة، بالإضافة إلى الأفلام التجريبية التي تتحدى فكرة ماهية الممارسة السينمائية اليوم، معززة مكانتها وتوجهاتها في الصدد إذ تستقطب طيفاً واسعاً من الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية، لتفعيل الحراك الفني في المجتمع المحلي في الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة.

وتسعى إلى تحفيز الطاقات الإبداعية، وإنتاج الفنون البصرية المغايرة والمأخوذة بهاجس البحث والتجريب والتفرد، وفتح أبواب الحوار مع كافة الهويّات الثقافية والحضارية، وبما يعكس ثراء البيئة المحلية وتعدديتها الثقافية.