نجحت الصين في إجراء عملية تزويد بالوقود بين قمرين صناعيين في مدار جغرافي متزامن، في خطوة تعتبر الأكبر من نوعها على هذا المستوى، وفقا لتقارير صحيفة South China Morning Post.
العملية شملت مركبتيها Shijian-21 وShijian-25، وجرى خلالها نقل كمية كبيرة من الوقود بينهما مع تغيير سرعة تجاوز 330 مترا في الثانية، ما يعادل استخدام ست سنوات من الوقود للحفاظ على المدار. هذا الإنجاز التكنولوجي يفتح المجال لمهام فضائية طويلة المدى كانت محدودة بالوقود سابقا.
تأتي هذه المناورة بعد وقت قصير من عودة مهمة Chang’e-6 الصينية بعينات من الجانب البعيد للقمر، وهو إنجاز لم تحققه أي دولة أخرى. ويعتبر تزويد الأقمار الصناعية بالوقود في المدار تقنية استراتيجية، إذ يسمح بإرسال حمولات أثقل إلى أعماق الفضاء، وتقليل الاعتماد على الإمدادات الأرضية، وتمديد عمر المركبات الفضائية.
النجاح في عملية الالتحام ونقل الوقود يشير إلى تقدم الصين في تقنيات الخدمة الذاتية في المدار، بما في ذلك إصلاح الأقمار الصناعية، وإزالة الحطام، وتجميع المركبات الفضائية—وهي تقنيات لا تزال في مرحلة التطوير لمعظم البرامج الفضائية الأخرى. ويعني ذلك قدرة محتملة على بناء بنية تحتية فضائية دائمة تشمل محطات فضائية ومستودعات وقود ومدخلات قمرية، مما يعزز موقع الصين في عصر الاقتصاد القمري المقبل.
المحللون الأمريكيون أبدوا قلقهم من أن هذه التطورات قد تمنح الصين الأفضلية في سباق العودة إلى القمر، خاصة مع استمرار التأخيرات في برنامج Artemis الأمريكي، المتعلقة بجداول الإطلاق، واستعداد المركبات، والميزانيات. وخلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ، حذر جيم برايدنستاين، المدير السابق لناسا، من أن الولايات المتحدة قد لا تتمكن من هبوط رواد فضاء على القمر قبل الصين، داعيًا الكونغرس إلى تمويل مشاريع أمريكية متقدمة تشمل التزود بالوقود في المدار وتشغيل المركبات الفضائية ذاتيا.
يُعد هذا الإنجاز الصيني خطوة نوعية في تعزيز استقلالها الاستراتيجي في الفضاء، وقد يغير موازين القوة في السباق نحو القمر، حيث باتت المناورات الفضائية الكبيرة والتزود بالوقود في المدار أدوات محورية لتحقيق التفوق في الاستكشاف القمري والعميق على حد سواء.
من جانب آخر، أقامت الصين عرضا عسكريا ضخما في 3 سبتمبر ببكين، استعرضت خلاله أحدث صواريخها الفرط صوتية، والصواريخ الباليستية العابرة للقارات، إلى جانب طائرات مسيرة قتالية متقدمة.
ويأتي العرض بمناسبة الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية، حيث ظهرت فيه عدة أنظمة جديدة للمرة الأولى، بينها صواريخ قادرة على حمل أسلحة نووية وإطلاقها من البر والبحر والجو، ما يعكس قدرة بكين على تنفيذ ضربات عالمية.
من بين الأنظمة المعروضة صاروخ JL-1 الجوي طويل المدى، وصاروخ JL-3 العابر للقارات من الغواصات، إلى جانب الصواريخ البرية DF-61 وDF-31BJ. كما ظهرت الطائرة المسيرة العملاقة AJX-002، وطائرة الهجوم الشبحية GJ-11 القادرة على مرافقة المقاتلات، وطائرة CS-5000T الشبحية، إضافةً إلى صاروخ YJ-19 المضاد للسفن.
وشمل العرض أيضا صاروخ HQ-19 الاعتراضي، القادر على التصدي للصواريخ في منتصف مسارها وقد يُستخدم لاستهداف أقمار صناعية في مدار الأرض المنخفض. ويُعتقد أن نسخة منه استخدمت في تجربة صينية مضادة للأقمار عام 2007، ما أدى إلى تكوين سحابة كبيرة من الحطام الفضائي.
