كشفت قناة 5 البريطانية في حلقة جديدة من مسلسلها الوثائقي "Fare Dodgers: At War With The Law" عن طريقة احتيال مبتكرة يستخدمها الركاب لتجنب دفع أجرة مترو لندن. يستخدم عشرات الآلاف بطاقات بنكية غير تلامسية مرفوضة أو محظورة، تتيح لهم المرور عبر بوابات الخروج دون خصم أي مبلغ مالي.
وتشير التقديرات إلى أن نحو 26 ألف بطاقة بنكية تُستغل سنويًا للسفر مجانًا على مترو لندن، من خلال هذا الطريقة الاحتيالية المبتكرة.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل" كلف هذا التهرب من دفع الأجرة هيئة النقل نحو 190 مليون جنيه إسترليني سنوياً، وهو رقم يعكس حجم الخسائر الضخم الناتج عن هذه الممارسات. في إحدى الحالات، تمكن أحد المتهربين من تجنب دفع الأجرة التي بلغت 2334.90 جنيهاً إسترلينياً على مدار ستة أشهر فقط، وذلك باستخدام بطاقته البنكية المزورة بطريقة منظمة.
ويتم الاحتيال عبر مجموعة محددة من الخطوات التي استغلها الركاب بذكاء. أولاً، يستخدم المتهربون بطاقات غير صالحة أو محظورة. ثم يقومون بتمرير البطاقة على بوابات الخروج بدل بوابات الدخول، حيث يُفتح الحاجز دون أن يتم خصم أي مبلغ، ما يسمح لهم بالسفر مجانًا. غالبًا ما يتم ذلك خلال ساعات الصباح المبكرة لتجنب المراقبة، كما يقوم بعض الركاب بتعليم الآخرين هذه الطريقة، ما يؤدي إلى زيادة عدد المتهربين وتضاعف الخسائر.
ولتتبع هذه الأنشطة، تعتمد هيئة النقل في لندن على كاميرات المراقبة ونظام تتبع ذكي يُعرف باسم Itap لرصد الأنماط غير الاعتيادية للسفر. من خلال هذا النظام، يتم تحديد الأشخاص الذين يتهربون بشكل متكرر وإيقافهم للتحقيق، كما حدث مع الرجل الذي اعترف باستخدام بطاقته احتياليًا لأسباب مالية.
كما قامت الهيئة باتخاذ إجراءات صارمة للحد من هذه الممارسات، تشمل توسيع فريق المحققين لملاحقة المتورطين، وحظر البطاقات المشبوهة بالتعاون مع البنوك، وتطبيق ضوابط صارمة لمنع التهرب المستقبلي، بما يضمن حماية الإيرادات واستقرار النظام.
ويُظهر تحليل البيانات أن التهرب من دفع الأجرة يؤدي إلى خسائر أكبر على مستوى الشبكة، تقدر بين 350 و400 مليون جنيه إسترليني سنويًا. وعلى الرغم من حصول الهيئة العام الماضي على أكثر من 400 ألف جنيه إسترليني بعد محاكمة 360 من المتهربين، إلا أن هذا التهرب يفرض عبئًا على الركاب الذين يدفعون أجرتهم بانتظام ويهدد نزاهة النظام بأكمله.
