أكثر من أربعة آلاف متفرج، اجتمعوا في مدرجات حديقة زعبيل لحضور آخر حفلات "ليالي المهرجان الغنائية"، التي ينظمها مهرجان دبي للتسوق، وأحيتها الفنانة نانسي عجرم، والفنان محمد منير، اللذان قدما مساء أول من أمس ، أمسية ناجحة، تفاعل فيها الجمهور بالرقص، والغناء المتواصل، والهتافات المستمرة طوال فترة الحفل.

لم تكن إطلالة نانسي عجرم عادية، فقد تألقت برداء أسود، يناسب رقتها، واستقبلها الجمهور بالتصفيق الحار، رغم تأخرها عن موعد الحفل قرابة الساعتين، وقدمت مجموعة من أجمل أغنياتها بدأتها بـ"ملوك الجدعنة"، وأهدتها للشعب المصري، الذي صفق لها بشدة، ورددها معها، وانتقلت بعدها إلى"قول تاني كده"، و"ماشي حدي"، و"الدنيا حلوة"، و"أخاصمك آه"، و "معجبة مغرمة"، و"آه ونص"، و"لون عيونك"، و"بتفكر بأيه".

تفاعل جماهيري

وتفاعلت نانسي مع جمهورها بشكل كبير، إذ اختارت طفلة، لتشاركها غناء "أخاصمك آه" على المسرح، ما أثار غيرة الشباب الذين طالبوها باختيار أحدهم لمشاركتها الغناء، وهو ما فعلته الفنانة بكل حب، فأشعلت المسرح حماسة وحيوية.

وعبرت عن سعادتها بالجمهور الكبير، الذي حضر الحفل، وبمشاركتها في إحياء حفلات "ليالي المهرجان الغنائية".

وبعد ساعة ملأت بها نانسي عجرم المكان بهجة وفرحة، أطل "الكينغ" محمد منير وسط هتافات الجمهور بـ"الكبير كبير..

محمد يا منير"، وبإطلالته امتلأت الساحة بالحضور، الذين قدموا من كل إمارات الدولة، لحضور حفل هذا النجم الذي امتلك قلوبهم، وقدم لهم باقة من أجمل أغنياته بعد النشيد الوطني المصري، الذي عزفته فرقته، وانطلق بعدها بـ"عروس النيل"، التي تفاعل معها الجمهور بالتصفيق المتواصل.

ألم وأمل

وقدم محمد منير كلمة قصيرة، عبر من خلالها عن حزنه وألمه الشخصيين، لما يحدث حالياً في بلده مصر، وأكد أنه رغم الأحزان التي تجتاح البلاد العربية سيظل هناك أمل، وتحدى نفسه ليغني لجمهوره، فالفرح أهم من الحزن دائماً، وشكر دبي الجميلة على استضافته، والقائمين على المهرجان الذين حرصوا على تواجده بين جمهوره، وعبر عن امتنانه لدولة الإمارات العربية المتحدة، لوقوفها بجانب الشعب المصري.

وتابع الملك غناءه بـ"علي صوتك"، التي طالبه الجمهور بها منذ بداية الحفل، و"أحمر شفايف"، و"شمندورة"، و"الفرح شاطر"، و"يابو الطاقية"، وغيرها. وردد جمهور منير أغنياته، التي يحفظونها عن ظهر قلب، ولم تتوقف هتافاتهم ومطالباتهم المستمرة له بغناء أغنيات معينة، لباها لهم بكل الحب.

وتمكن محبو الفنان الكبير من قضاء ليلتهم على صوته الذي ينتظروه دائماً، وقد أضاء منير ليالي المهرجان بإنجازاته الموسيقية، التي حققها خلال مسيرته الغنائية، وبعبقريته اللامتناهية، التي أضافت الكثير للطرب العربي.

 

غناء رغم الألم

 

أكدت مصادر موثوقة تابعة لمهرجان دبي للتسوق، أن النجم محمد منير حاول الاعتذار عن المشاركة في الحفل قبل ساعات من بدايته بسبب الأوضاع السيئة في مصر، وحزنه الشديد على الأوضاع هناك، إلا أن إدارة المهرجان أقنعته بأن جمهوره الكبير بانتظار أغنياته، التي تعيد إليه الروح من جديد، وتبعث بعض الفرح في قلبه الذي امتلأ على آخره بالوجع والحزن، فما كان من منير إلا أن تراجع عن اعتذاره، ليصافح جمهوره غناءً وحباً.

وكان لافتاً للأنظار الأجواء المصرية الخالصة، فالحفل الذي غلب عليه حضور الجالية المصرية، كان من جميع الأعمار، إلا أن فئة الشباب كان السائدة، وعبر جمهور محمد منير عن حبهم له، من خلال تقليد مظهره، وقصة شعره وطريقة ملابسه، إلى جانب ارتداء القمصان، وأجملها، التي تحمل صورته، وعبارة "علشانك أمشيهالك بلاد".