ما أن تستمع لصوت المغنية لينا شماميان حتى تشعر بتدفق أحاسيسها، التي تفيض صفاءً وإبداعاً لا تستأذن العقل ، بل تصب في القلب مباشرة، فمنذ اللحظة الأولى التي أطلت فيها من على خشبة مسرح الجامعة الأميركية في الشارقة أول من أمس، حتى بدأت تشدو بصوتها وأغنياتها التي أرسلت من خلالها تحية إلى وطنها سوريا.
لينا وهي مغنية سورية من أصل أرمني انطلقت في غنائها من قصيدة "موطني" التي كتب كلماتها الشاعر الفلسطيني الراحل إبراهيم طوقان، لتدغدغ بكلماتها مشاعر جمهورها الذي فاضت به جنبات المسرح، ومنها بدأت لينا تتوغل في أتون الموسيقى الشرقية، حيث أبدعت في تقديم القدود الحلبية والموشحات ولعل أبرزها موشح "قلت لما غاب غني" الذي استحقت عليه تصفيق الجمهور.
أصول لينا الأرمنية، بلا شك ساعدتها كثيراً على المزج بين الموسيقى الأرمنية والموسيقى الشرقية والجاز، لتخرج منها بتوليفة ساحرة تأخذ الألباب وتعكس طابعاً خاصاً في طابعها الغنائي، وقد بدا هذا المزج الموسيقي واضحاً في ترنيمة تهليلية حملت عنوان "يلا تنام" التي غنتها في الحفل بكلمات نصفها عربية ونصفها الاخر أرمني، لتتمايل بها على إيقاع آلة السنسولة.
لينا في حوارها مع "البيان" وصفت الموسيقى الأرمنية، بأنها تؤثر فيها بقوة، كما النص العربي، مشيرة إلى أنها ومنذ نعومة أظفارها وهي دائمة الاستماع للموسيقى الشرقية والأرمنية معاً.
ورغم عشقها للموسيقى الأرمنية إلا أنها لم تطرح حتى الآن ألبوماً كاملاً يتضمن أغنيات باللغة الأرمنية رغم أن فكرته لا تزال قائمة لديها، وإنما فضلت أن ترفق كل البوم عربي بأغنية أرمنية.
لا تزال لينا تعمل على انجاز ألبومها الجديد "غزل البنات" والذي يتوقع أن يرى النور قريباً ويتضمن 12 أغنية، وبرغم ذلك فان أغنياته لم تغب أبداً عن حفل أول من أمس، فمنه قدمت 5 أغنيات من بينها أغنية بعنوان "طريق الشمس".
ألبوم إنساني
وصفت لينا ألبومها الجديد بأنه انساني موسيقي بحت، تبتعد فيه عن السياسة، ولان ايجاد قنوات لتمويله صعبة، فقد فضلت لينا أن تطرح أغنياته في الحفلات التي تقيمها، ريثما تتمكن من جمع اغنياته في اطار البوم واحد، علماً بأن كافة اغنياته من تأليفها وألحانها إلا أغنية "طريق الشمس" التي كتبها ماهر صبرا ولحنها أحمد الخطيب.
