يخشى سكان مدينة "كي ويست" الأميركية التحول إلى "فئران في إحدى تجارب الخيال العلمي"، وذلك بعد أن أعلن مسؤولون عن اعتزامهم نشر جيش من "بعوض-فرانكن"، الذي أوجده البريطانيون، للمساعدة في مكافحة أحد تهديدات الصحة العامة.

وتقول صحيفة "تايمز" البريطانية، في تقرير نشرته أخيرا، إن الإطلاق المقترح لما يصل إلى 6 ملايين بعوضة نشأت في المختبر، وتم تعديلها وراثيا من قبل علماء جامعة أكسفورد البريطانية لتنجب بعوضا ذاتي التدمير، دفع شريحة من سكان "كي وست" إلى الاحتجاج.

تقنيات حديثة

ويجادل مسؤولو "منطقة فلوريدا كيز لمكافحة البعوض" بأن البعوض المتحول جينيا سيساعدهم في القضاء على بعوض "الزاعجة المصرية"، وهو النوع المسؤول عن عودة حمى الضنك إلى الولايات المتحدة، بعد غياب استمر 60 عاما.

وقالت أندريا ليل، وهي عالمة أحياء ونائبة مدير "منطقة فلوريدا كيز لمكافحة البعوض": "لقد جربنا أساسا كل شيء ممكن هناك، ولكن لم تزل هناك أعداد كبيرة من هذه الحشرات تأبى الذهاب بعيدا. ويمكن لاستخدام تقنية حديثة كهذه أن تكون جزءا من الحل لمشكلة كبيرة، وهو أفضل من استخدام المبيدات الحشرية".

معاناة مدينة

ويصف علماء الأحياء "الزاعجة المصرية" بـ"مفجرة البعوض المتخفية"، وذلك لقدرتها على تجنب الأشكال الأكثر التقليدية لمكافحة الحشرات.

وتسببت هذه البعوضة في معاناة مدينة "كي ويست" من تفشي حمى الضنك، وهو المرض الذي يحمل أوجه تشابه عدة مع الملاريا، وأصاب 27 شخصا في عام 2009 و67 شخصا في عام 2010. وتؤثر حمى الضنك على ما يقدر بـ100 مليون شخص حول العالم سنويا، وقد خشيت السلطات الأميركية من أن ينتشر هذا الفيروس مجددا، ويحظى بموطئ قدم دائم.

معارضون

المعارضون للتجربة ليسوا مقتنعين بأن الآثار طويلة الأجل لإطلاق حشرات معدلة وراثيا إلى البيئة قد قيمت تقييما كاملا.

وقالت ميلا دي ميير، وهي أم لثلاثة أبناء تقود المعارضة المحلية للمشروع: "إنني لا أريد لأفراد عائلتي أن يكونوا فئرانا في تجربة خيال علمي، كما لا أريد لأحد أن يعبث بنظامنا البيئي، الذي يتسم بحساسية عالية. وفي حال سارت الامور على غير ما يرام، فإنك لن تستطيع استدعاء هذه البعوضة من البرية."