اعتدنا على سماع صوت عريب حمدان العذب ورؤية إطلالتها الجذابة في الاحتفالات الوطنية والمناسبات الاجتماعية وحفلات الزفاف فقط، رغم انطلاقها في مجال الغناء قبل 9 سنوات ووجود أكثر من 15 أغنية وألبوم واحد في رصيدها الفني.

المغنية الأردنية عريب فتحت قلبها لـ"البيان"، وتحدثت عن إشعال "غياهيب" لشرارة ثورتها على كسلها الفني التي طالما تمنتها، وتصميمها على كسر القيود التي أحاطت بها وحدت من انتشارها في الخليج والوطن العربي.

مجرد حلم

تقول المغنية عريب حمدان، التي تعد أول صوت نسائي يغني من أشعار سمو الشيخة فاطمة بنت راشد بن سعيد آل مكتوم "غياهيب": لطالما حلمت بأغنية تُحدث نقلة نوعية في مشواري الفني، وتظهر طاقاتي الصوتية بشكل مختلف عما عرفه الجمهور، ولكنني لم أكن أجدها، وشعرت أنها ستبقى مجرد حلم سأظل أدعو الله أن يتحقق يوماً ما.

فمنذ دخولي مجال الغناء قبل 9 سنوات تقريباً، لم أحظ بدعم إلا من الملحن القدير علي كانو، الذي ساندني ووقف إلى جانبي كثيراً وأنتج لي عدداً من أغنياتي "السنغل" وألبومي الذي ولد ميتاً في عام 2011 ولم يأخذ حقه، حاله حال ألبومات الكثير من المغنين والمغنيات، بسبب الثورات التي حدثت في بعض الدول العربية، على الرغم من احتوائه على أغنيات مميزة باللهجة الخليجية واللهجة المصرية.

إحباط

وأضافت: أصبت بالإحباط خلال الفترة الماضية، بسبب عدم تبني أي شركة إنتاج لي، وعدم وجود إدارة أعمال تساعدني على التخطيط لمستقبلي الفني، فضلاً عن علاقاتي المحدودة بالعاملين بالوسط، ولكنني كنت حريصة على استغلال كل الفرص، والتواجد والمشاركة في جميع الاحتفالات والمناسبات الوطنية وحفلات الزفاف، الأمر الذي عزز شعبيتي في الإمارات ودول الخليج.

وعن أسباب ابتعادها عن الإعلام، أوضحت عريب أن وسائل الإعلام لا تقصر مع الفنانين المجتهدين، وتدعمهم كلما أضافوا شيئاً جديداً إلى رصيدهم الفني، وقالت: كنت كسولة ومقصرة تجاه فني خلال الفترة الماضية، وفضلت الابتعاد حتى أركز وأخطط جيداً وأعود بشكل قوي يجعلني جديرة بالظهور في وسائل الإعلام.

بداية

وتابعت: بدأت أتردد كثيراً على استديو "أغاني" حيث يوجد الملحن المبدع محمد صالح، وفي إحدى المرات وبالصدفة سمعنا أغنية "وصاتي" من كلمات سمو الشيخة فاطمة بنت راشد بن سعيد آل مكتوم "غياهيب"، بصوت راشد الماجد، وشعرت أنها الأغنية التي لطالما انتظرتها، وبدأت أغنيها ومحمد صالح يلحنها بشكل جديد.

وبعد تسجيلها بصوتي أرسلناها لسموها، وكم كنت مبتهجة وسعيدة حين وافقت على أن أغنيها، لأنها أشعلت شرارة ثورتي على كسلي وشجعتني على كسر كل القيود التي حدت من انتشاري في السابق، وقررت أن أصورها خلال شهر رمضان لتكون جاهزة للعرض مع الأيام الأولى لعيد الفطر السعيد، كهدية أولى للجمهور والمعجبين بعد الانطلاقة الجديدة.

"نفسي عزيزة"

واستطردت قائلة: بعد النجاح الكبير الذي حققته في أغنية "وصاتي"، أدركت أن محمد صالح قادر على اكتشاف طبقات أخرى في صوتي لم أصل إليها، وقمت بزيارة مكتبه مرة أخرى، ووجدت بالصدفة قصيدة تحمل عنوان "نفسي عزيزة" للشاعر علي خوار، أثارت كلماتها إعجابي بشدة، وعندما سألته عنها، أخبرني أنها توجد لديه منذ 6 سنوات تقريباً، ولكنه نسي أمرها بسبب انشغالاته، فقررت غناءها لأضيف إلى نجاحي في أغنية "وصاتي"، نجاحاً آخر مميز.

وعن أسباب استحسان نسبة كبيرة من النساء لأغنية "نفسي عزيزة"، قالت عريب: يلمس موضوع الأغنية الفتيات بشكل كبير، ويحمل معاني جميلة ترفع اعتزازهن بأنفسهن وكرامتهن حتى في الحب، وتشجعهن على الارتقاء والسمو والتحكم بعواطفهن.

 

وفاء وحب

 

حين سألنا عريب عن أسباب حرصها على الانطلاق فنياً من الإمارات، علماً أنها أردنية الجنسية، اتضح أنها ولدت في الدولة، وعاشت طيلة حياتها في أحضانها.

وقالت: أحب الأردن ولكنني سأظل وفية ومخلصة ومحبة للأرض التي ولدت على أرضها، وأنا لم أعد أسكن الإمارات، بل هي التي تسكنني.