تخطط غوغل بالتعاون مع مجموعة من الجامعات والمؤسسات اللغوية لتوثيق حوالي 3500 لغة معرضة لخطر الاختفاء خلال السنوات المقبلة. وتشرف الشركة على البرنامج المسمى "مشروع اللغات المهددة" وتقدم له تقنياتها بما في ذلك خرائط غوغل ويوتيوب ومجموعاتها لتمكين الناس من التعاون في تسجيل وإيصال عينات من تلك اللغات المهددة.
وتتعاون 29 مؤسسة من بلدان مختلفة، وبحسب موقع المشروع يتحدث البشر اليوم سبعة آلاف لغة، نصف هذه اللغات معرض للاختفاء خلال قرن من الزمن. وبحسب القائمين على المشروع فإن اندثار أي لغة من هذه اللغات يعني ضياع قدرتنا على فهم الطرائق المختلفة والمتنوعة التي يتواصل بها البشر مع بعضهم البعض ويتم فيها التعبير عن المشاعر البشرية المختلفة.
ويمكن العثور في الموقع على قائمة باللغات المهددة، منها على سبيل المثال لغة «البويتفان» التي يتحدث بها مجموعة من كبار السن في وسط فرنسا، أو لغة «كورو» وهي لغة يتحدث بها حوالي 1000 شخص في الهند. وقد قامت الشركة بتحديد مواقع اللغات على الخارطة، إلا أن العينات الصوتية أو المرئية أو النصية غير متوفرة لجميع هذه اللغات بعد. ويدعو القائمون على المشروع المستخدمين برفع عينات من هذه اللغات من أجل توثيقها في الموقع.
من جهة أخرى قام محامو موقع يوتيوب الشهير لتبادل ملفات الفيديو التابع لشركة غوغل بإرسال رسائل تهديد إلى المواقع التي تسمح للمستخدمين بتحميل الأغاني من يوتيوب وتحويلها إلى ملفات صوتية من نوع MP.3 وهددت الشركة تلك المواقع بما سمته «العواقب القانونية» في حال عدم الالتزام. ومن أبرزها موقع youtube-mp.3org الذي ذكر بأن سيرفرات يوتيوب قامت بحجبه لمنع أي عمليات تحويل.
وتمتلك غوغل عدداً من الاتفاقيات مع شركات الإنتاج العالمية تقوم بموجبها بنشر أغاني الفيديو كليب على الموقع بحيث يستطيع المستخدمون مشاهدتها مجاناً، لكن جميع مقاطع الفيديو هذه تتضمن روابط تسمح للمستخدم بشراء الأغاني من آيتونز وغوغل بلاي وآمازون، وبالتالي فمن المفترض بأن مقاطع الفيديو هذه هي مقاطع إعلانية. لكن مواقع التحويل تقوم بتوفيرها مجاناً للمستخدمين، وهو تصرف من شأنه أن يغضب أصحاب حقوق النشر.
اتهام بالنفاق
واتهم موقع youtube-mp.3org، في رسالة مفتوحة نشرها - غوغل بأنها شركة «منافقة»، لقيامها بمسح الكتب الورقية التي توقفت عن الصدور وتحويلها إلى كتب رقمية دون إذن، كما تقوم بعرض مقاطع من المواقع الإخبارية المختلفة ضمن خدمة Google News دون تكلفة، برغم أن بعض الناشرين قد طالبوا بالحصول على ريع مقابل ذلك.وما زلنا مع غوغل فقد كشفت الشركة الأميركية بأنها تعثر يومياً على حوالي 9500 موقع ضار على الإنترنت، وذلك من خلال خدمة Safe Browsing التي تقدمها للتعرف على المواقع المؤذية من أجل حماية مستخدميها، وذلك وفقاً لما ذكره «نيلز بروفوس» رئيس الفريق الأمني في غوغل.
تحري الدقة
وقال «بروفوس» إن هذه المواقع هي إما عبارة عن مواقع بريئة تم استهدافها من قِبل الأطراف الناشرة للبرمجيات الخبيثة، أو إنها مخصصة لنشر وتوزيع الفيروسات وهجمات الاحتيال، مشيرا إلى أن غوغل تقوم يومياً بتحديد الكثير من المواقع على أنها ضارة، إلا أنها تسعى في الوقت نفسه إلى تحري الدقة، بحيث لا يتم تحديد إلا عدد من المواقع عن طريق الخطأ.وأضافت بأن حوالي 12 إلى 14 مليون عملية بحث تتم يومياً تقوم بإرجاع نتائج تتضمن موقعاً واحداً مخترقاً على الأقل، بينما يتم تحديد حوالي 300 ألف عملية تحميل يومياً على أنها عملية تحميل لملف ضار.
وقد غدت المواقع المخادعة تستخدم أساليب أكثر تعقيداً للإيقاع بالمستخدمين، حيث تحاول تلك المواقع، التي تحاول إيهام المستخدم بأنه في موقع "إيباي" أو "باي بال"، سرقة معلوماتهم المالية الحساسة، وبعض هذه المواقع يظهر على الانترنت لمدة ساعة فقط ثم يختفي لتجنب تعقبه.
وقالت غوغل إنه وفي الوقت الذي أصبح فيه تصميم المتصفحات وإضافاتها يتم بحيث تكون أكثر أمناً، إلا أن مطوري البرمجيات الخبيثة أصبحوا يوظفون ما يُعرف بالهندسة الاجتماعية، حيث يسعى ناشر البرنامج الخبيث يقوم بمحاولة إقناع المستخدم بوسائل من أجل تثبيته دون الحاجة للعثور على أية ثغرات برمجية.
وعلى سبيل المثال يقوم المهاجم أحياناً بنشر تحذيرات كاذبة حول إصابة حاسب المستخدم بفيروس، محاولاً إقناعه بتثبيت مضاد للفيروسات مزيف يتم استخدامه لمحاولة اختراق جهاز المستخدم.وأكدت الشركة أنها ما زالت تعمل على تطوير تقنياتها للتصفح الآمن، وتعمل على محاولة كشف حالات الخداع بشكل فوري، وتحسين حماية التحميل ضمن متصفح كروم، وقيامها بمسح إضافات كروم لاكتشاف الخبيث منها، وزيادة حماية تطبيقات أندرويد.
وعلى الرغم من فضاء الحريات الرحب الذي يمنحه موقع التواصل الاجتماعي غوغل للآلاف عبر العالم، فإن هذا لا يعني أن الموقع في غنى عن انتقادات بعض الحكومات التي ترى أن التعليقات والمضامين السياسية التي تظهر على محرك البحث قد تشكل خطرا على سياساتها الداخلية، حيث طالبت حكومات أكثر من 8 دول بحذف التعليقات السياسية من صفحات موقع غوغل.ويصف بعض القائمين على الموقع تلك الطالبات بأنها مقلقة لأنها لا تحد من حرية التعبير فقط، بل لأن البعض منها صادر عن ديمقراطيات غربية. إغلاق حسابات
أغلقت غوغل خمسة حسابات يوتيوب بطلب من الجمعية البريطانية لضباط الشرطة اعتبرت أن فيها تمجيداً للإرهاب. وفي تايلاند طلبت وزارة الإعلام سحب 149 شريط فيديو اعتبرت مهينة للملكية، أما طلبات تركيا الرسمية فشملت خصوصاً أشرطة حول مصطفى كمال أتاتورك وقد عطلت غوغل الاطلاع على البعض منها.وتجاوبت غوغل مع 67% من الطلبات المرفقة بأمر قضائي من أصل 467 طلباً، في حين رفضت طالبات سحب بعض أشرطة الفيديو على يوتيوب تقدمت بها كل من كندا وباكستان. ويؤكد القائمون على غوغل أن ما تقدمه الشركة من معلومات يلقي الضوء القليل على ما يجري .
