في جعبته الكثير من النقد الفني، لأطروحات الدراما الخليجية في الثلاث سنوات الأخيرة، لا يتوقف عند مبدأ الإطراء بأن هناك طرحاً خليجياً جيداً، لينتقل بعدها مباشرةً باتجاه فرز الظواهر السلبية، والنبض التجاري، الذي آلت إليه الصناعة الدرامية في الخليج. الممثل القطري القدير غانم السليطي، وعبر ندوة " شجون الدراما الخليجية "، أكد أن النهضة الإبداعية في التلفزيون، ستقوم مجدداً على أيدي كتّاب شباب، مؤمناً بروح الربيع العربي، في القدرة على التغيير. وبين في حضور مهتمين بشؤون الدراما الخليجية، أن الأزمة الحقيقية تكمن في استسهال مسؤولي الدراما لمفهوم النجاح، وذلك باعتمادهم معايير، لا تتعلق البته، بتوجهات الإبداع في مجال الفنون، وإنما بانسياقها السطحي لسيناريو والممثلين المشاركين في العمل. وأقيمت الندوة في مركز ديرة الثقافي، أول من أمس، في مسرح دبي الأهلي بدبي، وقدمها كل من: عمر غباش نائب مدير تلفزيون دبي والإعلامية صفية الشحي.

بوصلة

يشكل التشريح جزءا أساسيا، لمعرفة مسببات العطل في جسد أي ظاهرة سلبية في المجتمع. والنقد بمفهومه الأسمى، يحمل عبق هذا الجانب، ناقلاً الوجه الآخر للعمل الإبداعي، بهدف التطوير والتقدم. السليطي وبحضوره الدائم، لملتقيات الفنون، يعمد اجتثاث البوصلة الخاطئة في مفاهيم القائمين على الدراما الخليجية، طارحاً عبرها مسببات تماديهم، الذي أوقع العمل الدارمي، في حضن المعلن، على حد تعبيره. وبين أن العمل التلفزيوني، يسير ضمن خطة تسويقه، جعلته يصاب بحالة من جمهرة النصوص الركيكة، وصناعة ما يسمون نجوماً، فقط لإرضاء مندوب الإعلانات. ولفت في سياق مضمون الظواهر السلبية الجديدة، أن منها: البطولة النسائية لإثارة فضول المشاهد فقط. وقال حول ذلك: " الدراما صارت نسوان "، معتبراً أننا نعيش مغالطة لمفهوم العمل التلفزيوني كونه تجربة تجمع الكاتب بعمق مع احتياجات مجتمعه.

استسهال

"القائمون على الدراما يتحملون مسؤولية الاسفاف في بعض الأطروحات"، هكذا أكد السليطي على أن أغلب العاملين في مجال هذه الصناعة أصبحوا بعيدين عن الأهداف الأساسية، التي قامت عليها الدراما. وأنهم غير مدركين علمياً وعملياً في كيفية قراءة نص تلفزيوني وتقيمه، إضافة إلى استسهالهم لمفهوم النجاح، عن طريق وضع شروط تفرض على المنتجين والكتّاب، طبيعة مواضيع النص، أو فرض ممثلين، للحصول على أكبر قدر ممكن من المعلنين.

تقييم

في خضم تجاوز الدراما الخليجية لإنتاج 47 مسلسلا هذا العام، يرى السليطي أن السوق الدرامي في الخليج، غير شفاف في التعاطي من الداخل، عبر ما تقوم به بعض القنوات، بإشراك بعض المسلسلات في مهرجانات عربية، وتسهم في حصولها على جوائز، بناءً على العلاقات، وليس تحقيقاً لمبدأ الاستحقاق، وأكد السليطي أن الحل والنقلة، تكمن بيد المؤلف ثم المؤلـف ثم المؤلف، لأن القصة والسيناريو تظلان هما البطل في العمل الدرامي. عمل جديد

يقدم الممثل القطري غانم السليطي، دوراً جديداً بالتعاون مع الكاتبة إيمان سلطان وإخراج منير الزغبي في مسلسل " امرأة تبحث عن المغفرة " من بطولة إبراهيم الحربي وزهرة عرفات ومحمد العجيمي، ونخبة من الممثلين في الخليج. ويعد العمل من إنتاج تلفزيوني الوطن ودبي وتنفيذ "المجموعة الفنية". ويظهر السليطي فيه، باتجاه جاد، على عكس الطرح الكوميدي الذي أعتدناه منه.