تتنافس القنوات الفضائية على تشويق الجمهور لمتابعة البرامج والمسلسلات التي أعدتها خصيصاً لشهر رمضان الكريم، إذ تحرص على أن يكون على أجندتها مسلسل يناقش مشكلات بنات الجيل في البيت والعمل ويعرض أسلوب حياتهن بما فيه من تشويق وإثارة وخروج عن المألوف، وكأنهن الطُعم المناسب لاصطياد المشاهدين، والطريف أن الإعلانات توحي للمشاهد بأن هناك ما لا يعرفه عن عالم حواء وأن هذا المسلسل سيكشف الأسرار ويفضح المستور، لتزداد حماسته للمتابعة، الأمر الذي يجعلنا نتساءل: هل تجذبكم المسلسلات التي تسلط الأضواء على الــــمرأة بشكل عام والمراهقات على وجه الخصوص، وما رأيــكم ببنائها الدرامي، هل هو مترهل أم مشدود، وهل يمكنكم هذا النوع من المسلسلات على فهم النساء أكثر؟

حلول مناسبة

تقول آمنة البدواوي، موظفة: تركز الفضائيات عموماً على نشر فضائح المرأة العربية والخليجية حتى تستقطب أكبر عدد من المشاهدين، وتبالغ بعض المسلسلات في تصوير الواقع، الأمر الذي ينعكس سلباً على المراهقات تحديداً، لاسيما وإنهن يمتلكن عقولاً متفتحة ولديهن الاستعداد الكامل لخوض أي مغامرات، ولكنهن يحتجن إلى من يوجههن.

وأضافت: نجحت الممثلة الكويتية حياة الفهد، في مناقشة حياة بنات الجيل، كما قدمت حلولاً مناسبة لمشكلاتهن، وبالنسبة لي فإن بعض المسلسلات تساعدني على فهم عقليات النساء من الجنسيات العربية الأخرى، والاطلاع على أسلوب حياتهن العائلية.

خلل

أما سلمى عيسى، طبيبة أسنان، فترى أن هذه النوعية من المسلسلات لا تقدم معلومات جديدة عن حياة المرأة سواء كانت ناضجة أو مراهقة، متزوجة أو عزباء، موظفة أو ربة بيت، وقالت: تتشابه أفكار معظم المسلسلات النسائية، إضافة إلى أن بعضها يضخم مشكلات صغيرة ويطرح أفكاراً جريئة تارة ووقحة تارة أخرى، لم نعتد عليها في عالمنا العربي من باب شد المشاهدين للمتابعة.

وتابعت: هناك خلل في اختيار الممثلات اللواتي يجسدن أدوار مراهقات لا يزلن على مقاعد الدراسة، إذ إنهن لا يظهرن على طبيعتهن ولا يقنعن المشاهد بأنهن طالبات بدءاً من شفاههن المنفوخة مروراً بحواجبهن الموشومة ووصولاً إلى مكياجهن القوي والواضح الذي لا يستطعن النوم إلا به.

خطأ

وأكدت مريم الشحي، تربوية، أن طريقة طرح مشكلات المرأة الخليجية تحديداً في الدراما، تعتمد على الإثارة الجنسية ومشكلات التحرش والشذوذ والاغتصاب وتواجد المرأة والرجل في خلوة غير شرعية، وقالت: توجد تلك المشكلات في عشرة منازل، على سبيل المثال، ولكن ليس جميعها، ومن الخطأ أن نصور مجتمعنا على أنه مجتمع متفكك، وأن نطلق صفة اللامبالاة تجاه الأبناء على كل الأهالي.

واستطردت قائلة: ترفع القبعة للأعمال التي تقدمها الممثلة القديرة حياة الفهد، لأنها تعبر وتناقش قضايا هامة في منازلنا ولا تتسبب بإثارة المشكلات.

دلع

وفي الإطار نفسه قالت هدى أحمد، معلمة: منذ متى كانت الأخت تسرق زوج أختها وتتزوجه في مجتمعنا، ومنذ متى كانت بناتنا يهربن من منازل أهاليهن للقاء شاب ما بعد منصف الليل، وما يثير السخرية هو تدخل الطالبات في حياة إحدى معلماتهن الخاصة، لتصل بهن الجرأة لاقتحام منزلها كما حدث في مسلسل "بنات الثانوية"، أما مسلسل "صبايا" فقد صدمني، لأنه قدم نماذج نسائية جميلة الشكل دون أي مضمون هادف، واعتمد على ملابس الممثلات ودلعهن لجذب المشاهدين.

نصيحة

في حين قالت المقدم فوزية الملا، مديرة إدارة العلاقات العامة في أكاديمية شرطة دبي: المرأة كائن واضح وغير معقد، ولكن الفضائيات تصر على ربطها بأفكار وأدوار سطحية وغير واقعية تشجع بناتنا وشبابنا على الانحراف، وقد لاحظت من خلال متابعتي لهذه النوعية من المسلسلات، أن نجاحها يعتمد على العلاقات العاطفية، وجمال الممثلات، وما يحزن حقاً هو ظهور الرجل دائماً بدور شخص استغلالي ومخادع وانتهازي.

ونصحت الملا، الفضائيات بالابتعاد عن الميدان التربوي، وقالت: هروب بعض الفتيات من المدرسة مشكلة وليست ظاهرة، و"البويات" قلة ولسن شريحة كبيرة، ومن الخطأ أن يتم تصوير طالبة مدرسة تعمل مذيعة بالوقت ذاته على إنها فتاة ليل، كما حدث في "بنات الثانوية".

رأي طالب جامعي

 

 

التقينا أيضاً بعض الرجال، لمعرفة آرائهم، وكانت البداية مع هشام أحمد، طالب جامعي، وقال: تجذبني هذه المسلسلات، لأنها تمكنني من معرفة أسلوب حياة البنات وطريقة تفكيرهن وماذا يعجبهن في الجنس الآخر، وأتابعها من باب إشباع الفضول وتمضية الوقت بعد صلاة التراويح بدلاً من الخروج من المنزل.