في ظل الثورة التكنولوجية التي نعيشها تنتشر وسائل الاتصال التي تعمل على ربط الجميع بأي حدث أولا بأول كحدوث زلزال في مكان ما بالعالم حتى تعرف بذلك خلال لحظات والوسائل المستخدمة لتلقيك المعلومة كثيرة وقليلة التكاليف كالهاتف الخلوي والانترنت.لكن هذا ليس كل شيء فوسائل الاعلام التي تنشر الافكار وأنماط الحياة باتت متاحة للجميع .. لابن القرية كما لأبن المدينة.
وبالتكنولوجيا أصبحت المسافات أقصر، و باتت وسائل الاعلام عبرها قادرة على تغطية الخبر من أي مكان لتقديمه للمتلقي اينما كان. الخبيرة الاعلامية الأردنية يسر حسان تقول إن العقد الماضي شهد نقلة نوعية شكلا ومضمونا بالنسبة للإعلام فصار حاضرا بقوة في كل أنماط الحياة، فدخل البيت والسيارة والمكتب بل وطاف في الشارع، ودخل جيب القميص وليصبح ثقافة جديدة.
واليوم باتت حتى المدرسة والجامعة إضافة إلى وسائل الاعلام تمارس الانفتاح غير المحدود على الجوانب الثقافية والاجتماعية للفرد والمجتمع وتساهم في دمج المجتمعات فابن القرية لم يعد بعيدا عما يجري في العالم، كما لم يعد ابن المدينة اقرب من ابن القرية لشواطئ الدنيا المختلفة.
وقد فتح الاعلام آفاقا للحياة، وأعاد تشكيلها وصهر جغرافيتها، فوحد الثقافة والغى صورة القرية النمطية، ولم يعد هنالك فرقا بين المدينة والقرية في القيم أو العادات أو طريقة الحياة.كما أصبح يمثل مصدرا تنويريا وتثقيفيا تتجه صوبه العيون وتنصت لصوته الآذان لأخذ المعلومة التي تتحكم بمضمونها الجهة الاعلامية التي تبث الخبر او المعلومة وتساهم بنقل الرأي والرأي الآخر وما على المتلقي سوى المقارنة لتتكون ثقافة جديدة واضحة السمات.
وغير الإعلام شكل الحياة، خاصة بدخول الانترنت الذي ألغى اللعب الجماعي, لتصبح الألعاب الالكترونية هي البديل في غرف الأطفال والشباب، واخذت الفضائيات بقنواتها المتخصصة لعشرات الساعات أسبوعيا.
وفي ظل الغزو الاعلامي وتبلور الثقافة الجامعة طرأت مجموعة من المتغيرات ارتسمت على المشهد العام وأبرزها تغير القيم.وذلك مادفع استاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي ليؤكد ان التغير في القيم يحمل الأخطر فمعه يتغير كل شيء مثل الانتماء والايديولوجيا والتقدير والإيمان والرأي وكذلك النظرة للمرأة و لعملها وأيضا قيم الخير والشر. وكذلك التغير في طريقة العيش واللهجة الدارجة واللباس وعادات الزفاف والأكل وأنماط الاستهلاك والقيم الاجتماعية والالتزام الديني والقبلي والتحضر وبحضور الإعلام في هذا العصر يتلقى ابن المدينة والقرية ثقافة من مصادر واحدة رغم تنوعها إلا أنها تصل للجميع.
