تمكّن فريق من الباحثين في كلية الطب البيطري بجامعة سيدني الاسترالية من ابتكار نموذج لأحشاء أنثى كلب يمكن من خلاله التدريب على إجراء عمليات جراحية على الحيوانات. وقالت صحيفة ذي إيج الاسترالية، في تقرير حديث لها، إن الباحثين الاستراليين استلهموا فكرة النموذج من المؤثرات الخاصة التي ظهرت في الفيلم الشهير ماتريكس الذي أنتجته شركة وارنر براذرز، وأخرجه الأخوان واشووسكي في عام 1999.

وأشارت الصحيفة إلى أن النموذج المبتكر للأحشاء الداخلية عبارة عن محاكٍ لجسم أنثى كلب مغطى بثلاث طبقات من الجلد وردية اللون، الأمر الذي يخفف من حالة الفزع التي تصيب طلبة الطب البيطري في السنة الأولى لدى رؤيتهم الأحشاء الداخلية للحيوانات. وقالت صوفي موفات، وهي طالبة في السنة النهائية بالجامعة: ليس من السهل العثور على مكونات الأجهزة الداخلية، مثل المبايض والرحم والمثانة.

 

نموذج حيواني

وقال ماكس زوبير، وهو محاضر في الجراحة البيطرية والذي أشرف على تنفيذ النموذج، إن السنة الأولى في دراسة الطب البيطري يمكن أن تشكل رعباً بالنسبة للطلبة الجدد. ويضيف: أبرز التوقعات التي تنتظر هؤلاء هي أنهم سوف يستطيعون إزالة الأعضاء التناسلية للقطط و الكلاب.

ولمساعدة الطلاب على الاستعداد لإجراء مثل هذا النوع من العمليات الجراحية، فقد قام زوبير هو وزملاؤه بالتعاون مع شركة ستوديو كايت في مدينة سيدني، وهي متخصصة في صناعة محاكيات مخلوقات متحركة للسينما والتلفزيون، من إنتاج نموذج حيواني باستخدام مادة السيليكون، وهو النموذج الأول من نوعه في العالم، مؤكدين أنه نموذج واقعي قدر الإمكان. ومن الأمثلة على ذلك هو الخيط المعلّق في المبيض الذي تمكنت موفات من الإمساك به بشدة بين أصابعها، حيث يتسم بالمرونة نفسها للخيط المعلق ، فضلاً عن القوة والانزلاق في المبيض الحقيقي.

 

تجربة ثمينة

وقالت موفات إن القدرة على ممارسة هذا النوع من الحركة الصعبة، فضلاً عن طرق التقاط الأوعية الدموية، كانت تجربة لا تقدر بثمن. وقد ساعدت هذه التجربة أيضاً على تدريب الطلاب على الجثث والحيوانات الحية قبل تخرجهم، لكنها في الوقت نفسه أثارت مخاوف جماعات الرفق بالحيوان بشأن الممارسات التي دفعت إلى تطوير هذا النموذج كوسيلة إضافية للمساعدة في تدريس العمليات الجراحية. يقول زوبير: إن هذه التجربة تعني أن الطلاب لن يقوموا بإجراء أولى العمليات الجراحية على الحيوانات كمبتدئين.