تجسّد الممثلة الأميركية جوليا روبرتس في فيلمها الجديد "مرآة مرآة"، دور الملكة الشريرة التي تلاحقها ملامح التقدم في السن و تراودها الهواجس بشأن ما إذا كان لا يزال هناك من يقع في غرامها. الفيلم الذي يعد إعادة صياغة مبتكرة للقصة التقليدية "بياض الثلج و الصياد" أثار جدلاً حول جدوى قبول روبرتس للدور، و إمكانية أن يضيف إلى رصيدها الفني. وتساءلت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، في تقرير حديث لها: هل قبول روبرتس لهذا الدور سوف يحفظ لها تاريخها المهني في هوليوود؟.
استكشاف
وتمضي الصحيفة إلى القول إنه مما لا شك فيه، فإن روبرتس تمتلك الكثير الذي يمكن أن تخسره. ففي سن الرابعة و الأربعين، تخطت السن الذي يمكن لأي ممثلة أن تحافظ على نجوميتها من خلال التألق. لكن ما توحي به القصة هو العالم القاسي لمفردات الشخصية ونقوشها، أو كما تصفه الناقدة الفنية كاثلين تيرنر: "استكشاف ما إذا كان أي شخص يعتقد أنه بإمكانك القيام بالدور أم لا". ورغم أن روبرتس هي الممثلة الأعلى أجراً في تاريخ هوليوود، لكنها لم تحقق انطلاقات كبيرة خلال السنوات الماضية، فيما تبدو هناك علامات مثيرة للقلق حول أن شركات الانتاج السينمائي لم تعد واثقة بشأن ما تقوم به تجاهها.
كذلك، فإن دورها في الفيلم يمضي بقدر من التحرر الناضج مع القصة. فالملكة الشريرة تفرض الجبايات على رعاياها لدرجة تعرضهم إلى الجوع فقط من أجل أن تسدد فواتير عمليات التجميل التي تجريها، حيث تظن أنها بذلك سوف تقنع الأمير ألكوت ليقع في غرامها. لكن بدلاً من ذلك، يقع الأمير في غرام بيضاء الثلج (تجسّد دورها الممثلة الأميركية ليلي كولينز) التي تتجرع أشكال الانتقام على يد الملكة الشريرة. لكنها يتم إنقاذها على يد الأقزام السبعة الذين يعلمون بيضاء الثلج حيلاً خداعية ويساعدونها في استعادة مملكتها.
بيضاء الثلج
فالكلمات التي تجري على لسان روبرتس في الفيلم تظهر الموقف العدائي تجاه السخرية من الملامح الشاحبة و المنافسة غير العادلة التي تواجهها النساء الأكبر سناً أمام الفتيات الأصغر سناً والأجمل صورة. وتقول في أحد المشاهد عن بيضاء الثلج: "شعرها ليس أسود، رغم أنها في الثامنة عشرة من عمرها. وبشرتها شاحبة لم ترها الشمس، وهذا أمر جيد بالطبع".
وتقول "ديلي تلغراف" في تقريرها، إن فكرة غضب روبرتس من مسألة تقدم السن يصعب أن تنسجم مع وجهة نظرها بشأن أن آخر شيء تود عمله هو الشروع في هذا العمل مرة أخرى. فلو كانت الأمور صعبة بالنسبة للممثلات الشابات في ذلك الوقت، على حد وصفها، فقد باتت أسوأ بكثير اليوم. ففي تصريح أدلت به، أخيراً، لمجلة "فانيتي فير": "الجديد هو أننا نعيش اليوم في ثقافة خسة." تجربتي في الشهرة التي امتدت لـ 25 عاماً، كانت تقدماً تدريجياً. أما في هذه الأيام، فالشهرة تعتمد على الفرقعة. هناك مصعد المجد السريع وهناك إعادة التأهيل، وأحدهما يؤدي إلى الآخر".
